responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 266

الباب الخامس في تلقي أهل المدينة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و نزوله بقباء و تأسيس مسجد قباء

روى البخاري عن عائشة، و ابن سعد عن عبد الرحمن بن عويم بن ساعدة عن جماعة من الصحابة أن المسلمين بالمدينة لما سمعوا بمخرج رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) من مكة و توكّفوا قدومه كانوا يخرجون إذا صلّوا الصبح إلى ظاهر الحرّة ينتظرونه حتى تغلبهم الشمس على الظلال، و يؤذيهم حرّ الظهيرة. فإذا لم يجدوا ظلّا دخلوا، و ذلك في أيّام حارّة حتى كان اليوم الذي قدم فيه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) حين دخلوا البيوت فأوفى رجل من اليهود على أطم من آطامهم لأمر ينظر إليه، فبصر برسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و أصحابه مبيّضين، يلوح بهم السّراب، فلم يملك اليهودي نفسه فصرخ بأعلى صوته: «يا بني قيلة»، و في لفظ: يا معشر العرب، «هذا جدّكم»، و في لفظ: هذا صاحبكم الذي تنتظرون، «قد جاء». فثار المسلمون إلى السلاح، فتلقّوا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) بظهر الحرّة و ذلك يوم الاثنين لشهر ربيع الأول، فخرجوا إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و هو في ظلّ نخلة و معه أبو بكر في مثل سنّه. و قام أبو بكر للناس، و جلس رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) صامتا، فطفق من جاء من الأنصار ممّن لم ير رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) يحيّي أبا بكر حتى أصابت الشمس رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فأقبل أبو بكر حتى ظلّل عليه بردائه فعرف الناس رسول اللّه عند ذلك.

و في رواية: «فلما رأوا أبا بكر ينحاز له عن الظلّ عرفوا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فعدل بهم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) ذات اليمين حتى نزل بهم علوّ المدينة بقباء في بني عمرو بن عوف على كلثوم بن الهدم بكسر الهاء و سكون الدال المهملة، قيل: «و كان يومئذ مشركا، و به جزم محمد بن الحسن بن زبالة»، و قيل: «إنما نزل على سعد بن خيثمة». قال رزين: «و الأول أصحّ» و قال الحاكم إنه الأرجح، [قال‌]: «و قد قاله ابن شهاب و هو أعرف بذلك من غيره» و قال الدمياطي:

«إنه أثبت». و قال بعضهم «إن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) نزل على كلثوم بن الهدم و كان يخرج للناس من منزله فيجلس للناس في بيت سعد بن خيثمة لأنه كان عزبا لا أهل له هناك و كان منزل العزّاب من أصحاب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) من المهاجرين فمن هنالك يقال: نزل على سعد بن خيثمة.

و نزل أبو بكر على خبيب بن إساف [1] أحد بني الحارث بالسّنح- بسين مهملة مضمومة فنون ساكنة فحاء مهملة. و يقال: على خارجة بن زيد بن أبي زهير أخي بني الحارث بن الخزرج».


[1] خبيب بن إساف، و قيل: يساف، ابن عتبة بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن ثعلبة، الأنصاري الخزرجي، شهد بدرا و أحدا و الخندق، و كان نازلا بالمدينة و تأخر إسلامه حتى سار النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) إلى بدر فلحق النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) في الطريق فأسلم أسد الغابة 2/ 118.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 266
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست