responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 22

الباب الثاني في تفسير أول سورة النجم‌

قال اللّه سبحانه و تعالى: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. وَ النَّجْمِ إِذا هَوى‌. ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوى‌. وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى‌. إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى‌. عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى‌. ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى‌. وَ هُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى‌. ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى. فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى‌. فَأَوْحى‌ إِلى‌ عَبْدِهِ ما أَوْحى‌ ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى‌. أَ فَتُمارُونَهُ عَلى‌ ما يَرى‌. وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى‌. عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى‌. عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى‌. إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى‌. ما زاغَ الْبَصَرُ وَ ما طَغى‌. لَقَدْ رَأى‌ مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى‌ [النجم: 1: 18].

الكلام على هذه الآيات من وجوه:

الأول: في سبب نزولها.

النهر: «سببه قول المشركين إن محمدا يختلق القرآن».

الثاني: في مناسبة هذه السورة لما قبلها:

قال الإمام الرازي و البرهان النسفي (رحمهما اللّه)، قد قيل: إن السّور التي تقدمت و هي التي أقسم اللّه تعالى فيها بالأسماء دون الحروف: الصّافّات و الذاريات و الطور و هذه السورة بعدها، فالقسم في الأولى لإثبات الوحدانية، كما قال: إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ [الصافات: 4].

و في الثانية لوقوع الحشر و الجزاء، كما قال تعالى: إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ. وَ إِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ‌ [الذاريات: 5، 6]. و في الثالثة لدوام العذاب بعد وقوعه كما قال تعالى: إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ ما لَهُ مِنْ دافِعٍ‌ [الطور: 7، 8]. و في هذه السورة لبيان النبوة كما قال تعالى:

وَ النَّجْمِ إِذا هَوى‌ [النجم: 1] إلخ. لتكمل الأصول الثلاثة: الوحدانية و الحشر و النبوة».

و الوجه الآخر في المناسبة لما قبلها هو أن الكفرة بالغوا في المكابرة و المعاندة في حق النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)، و طعنوا فيما نطق به من الكلام، كما مرّ بيانه في تلك السورة، فقال في هذه ما يدلّ على صدقه في دعواه، و صدق ما نطق به و أجراه مؤكّدا بالقسم.

و أما مناسبة أول هذه السورة إلى آخر ما قبلها فمن وجوه: أحدها: أن اختتام تلك السورة بالنجم و افتتاح هذه السورة بالنجم مع القسم. ثانيها: أنه تعالى أمر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) بالصبر في آخر تلك السورة، كما قال تعالى: وَ اصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ‌ [الطور: 48] و الصبر أمر صعب، فذكر في أول هذه السورة ما يدل على علو منزلته و عظم شأنه ليسهل عليه ذلك الأمر.

ثالثها: لما قال لنبيه (صلّى اللّه عليه و سلم): وَ مِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَ إِدْبارَ النُّجُومِ‌

[الطور: 49] بيّن له أنه جزاه بخير، فقال: ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوى‌ [النجم: 2] و زاد الشيخ (رحمه اللّه)‌

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست