responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 199

و طهّر ثوبيه و تشهّد بشهادة الحق، ثم قام فصلى ركعتين، ثم قال لهما: إن ورائي رجلا إن اتّبعكما لم يتخلّف عنه أحد من قومه، و سأرسله إليكما الآن: سعد بن معاذ، ثم أخذ حربته و انصرف إلى سعد و قومه، و هم جلوس في ناديهم، فلما نظر إليه سعد بن معاذ مقبلا قال:

أحلف باللّه لقد جاءكم أسيد بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم.

فلما وقف على النادي قال له سعد: ما فعلت؟ قال: كلّمت الرجلين فواللّه ما رأيت بهما بأسا و قد نهيتهما فقالا: نفعل ما أحببت، و قد حدّثت أن بني حارثة قد خرجوا إلى أسعد بن زرارة ليقتلوه، و ذلك أنهم قد عرفوا أنه ابن خالتك ليخفروك. قال: فقام سعد مغضبا مبادرا تخوّفا للذي ذكر له من أمر بني حارثة. فأخذ الحربة من يده، ثم قال: و اللّه ما أراك أغنيت شيئا. ثم خرج إليهما، فلما رآهما مطمئنّين عرف سعد أن أسيدا إنما أراد أن يسمع منهما. فوقف عليهما متشتّما، ثم قال لأسعد بن زرارة: يا أبا أمامة أما و اللّه لو لا ما بيني و بينك من القرابة ما رمت هذا منّي، أ تغشانا في دارنا بما نكره؟ و قد قال أسعد بن زرارة لمصعب بن عمير: أي مصعب: جاءك و اللّه سيّد من وراءه من قومه إن يتبعك لا يتخلّف عنك منهم اثنان.

قال: فقال له مصعب: أو تقعد فتسمع؟ فإن رضيت أمرا و رغبت فيه قبلته، و إن كرهته عزلنا عنك ما تكره. قال سعد: أنصفت. ثم ركز الحربة و جلس، فعرض عليه الإسلام و قرأ عليه القرآن.

قالا: فعرفنا و اللّه في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم لإشراقه و تسهّله، ثم قال لهما: كيف تصنعون إذا أنتم أسلمتم و دخلتم في هذا الدين؟ قالا: تغتسل فتطّهّر و تطهّر ثوبيك، ثم تشهد شهادة الحق، ثم تصلّي ركعتين. ثم أخذ حربته فأقبل عامدا إلى نادي قومه و معه أسيد بن حضير، فلما رآه قومه مقبلا قالوا: نحلف باللّه لقد رجع إليكم سعد بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم.

فلما وقف عليهم قال: يا بني عبد الأشهل كيف تعلمون أمري فيكم؟ قالوا: سيّدنا و أفضلنا رأيا و أيمننا نقيبة. قال: فإن كلام رجالكم و نسائكم عليّ حرام حتى تؤمنوا باللّه و رسوله. قال: فو اللّه ما أمسى في دار بني عبد الأشهل رجل و لا امرأة إلا مسلما أو مسلمة، حاشا الأصيرم و هو عمرو بن ثابت بن وقش فإنه تأخر إسلامه إلى يوم أحد فأسلم و استشهد و لم يسجد للّه سجدة، و أخبر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) أنه من أهل الجنة. قال ابن إسحاق: و رجع سعد و مصعب إلى منزل أسعد بن زرارة، فأقاما عنده يدعوان الناس إلى الإسلام حتى لم تبق دار من دور الأنصار إلا و فيها رجال و نساء مسلمون و مسلمات إلا ما كان من دار بني أمية بن زيد و خطمة و وائل و واقف، و تلك أوس اللّه و هم من الأوس بن حارثة، و ذلك أنه كان فيهم أبو

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 199
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست