responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 146

بالأصابع و تحية البجا وضع يد الداخل على كتف الملك، فإن بلغ الخدمة رفعها و وضعها مرارا. و هذه التحيات غالبها مجموعة في الصلاة التي هي خدمة ملك الملوك سبحانه و تعالى، و لهذا ناسب أن يقال في آخرها: «التحيات للّه» إشارة إلى أنه تعالى يستحق جميع التحيات».

التنبيه التاسع و الثمانون:

وقع في رواية أنس عن أبي ذرّ رضي اللّه عنهما: «فرض اللّه على أمتي خمسين صلاة» و في رواية ثابت عن أنس: «فرض اللّه عليّ خمسين صلاة كل يوم و ليلة». و نحوه في رواية مالك بن صعصعة، فيحتمل أن يقال في كل من رواية أبي ذرّ و الرواية الأخرى اختصار. و يؤيد قوله في الرواية الأخرى: «إني فرضت عليك و على أمتك خمسين صلاة» إلى آخره. و يقال ذكر الفرض عليه يستلزم ذكر الفرض على الأمة و بالعكس، إلا ما استثني من خصائصه.

التنبيه التسعون:

قال ابن أبي جمرة: «الحكمة في كون إبراهيم (عليه السلام) لم يكلم المصطفى في طلب التخفيف أن مقام الخلّة إنما هو الرّضى و التسليم، و الكلام في هذا الشأن ينافي ذلك المقام. و موسى هو الكليم، و الكليم أعطي الإدلال و النبساط». و قال القرطبي:

«الحكمة في تخصيص موسى (عليه الصلاة و السلام) بمراجعة النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) في أمر الصلاة، لعلها لكون أمة موسى كلّفت من الصلوات ما لم يكلّف به غيرها من الأمم فثقلت عليهم فأشفق موسى على أمة محمد- عليهما الصلاة و السلام- من مثل ذلك و يشير إلى ذلك قول موسى:

«إني قد جرّبت الناس قبلك».

و قال غيره: لعلها من جهة أنه ليس في الأنبياء من له أتباع أكثر من موسى، و لا من له كتاب أكبر و لا أجمع للأحكام من كتابه، فكان من هذه الجهة مضاهيا للنبي (صلّى اللّه عليه و سلم)، فناسب أن يتمنّى أن يكون له مثل ما أنعم به عليه من غير أن يريد زواله عنه، و ناسب أن يطلعه على ما وقع له و ينصحه فيما يتعلق به. و يحتمل أن موسى (عليه السلام) لما غلب عليه في الابتداء الأسف على نقص حظّ أمته بالنسبة لأمة محمد (صلّى اللّه عليه و سلم) حتى تمنى ما تمنى أن يكون منهم، استدرك ذلك ببذل النصيحة لهم و الشفقة عليهم ليزيل ما عساه أن يتوهّم عليه مما وقع منه في الابتداء، و العلم عند اللّه تعالى.

قال القرطبي: «و أما قول من قال إنه أول من لقيه بعد الهبوط فليس بصحيح، لأن حديث مالك بن صعصعة أنه رآه في السادسة و إبراهيم في السابعة، و هو أقوى إسنادا من حديث شريك الذي فيه أنه رأى موسى في السابعة». قال الحافظ: «إذا جمعنا بينهما بأنه لقيه في الصعود في السادسة، و صعد موسى معه إلى السابعة فلقيه فيها بعد الهبوط ارتفع الإشكال و بطل الرّدّ».

قال السّهيلي: «و أما اعتناء موسى (عليه السلام) بهذه الأمة و إلحاحه على نبيها أن يشفع‌

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 146
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست