responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 143

يضحك منذ خلقت النار إلا هذه المرّة الّتي ضحك فيها لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، فيكون الحديث عاما يراد به الخصوص أو يكون الحديث الأول حدّث به رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) قبل هذا الحديث الآخر، ثم حدّث بعد بما حدّث به من ضحكه إليه».

التنبيه التاسع و السبعون:

المناسبة بين المعراج التاسع- و هو المستوي الذي سمع فيه صريف الأقلام- و العام التاسع من سني الهجرة. قال ابن دحية: «كان في العام التاسع غزوة تبوك و فيها خرج رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) من المدينة إلى الشام في العدد الذي لم يتمّ قبله مثله، كان العدد ثلاثين ألفا، و كانت الشّقّة بعيدة، و لهذا لم يورّ فيها، بل أعلم النّاس بوجههم ليكون تأهّبهم بحسب ذلك، و مع هذا الاجتهاد في الاستعداد لم يلق (صلّى اللّه عليه و سلم) حربا و لا افتتح بلدا، لأن أجل فتح الشام لم يكن حلّ بعد، فانتسخ العزم بالقدر و بجفاف القلم و رجع (صلّى اللّه عليه و سلم) إلى المدينة و على المسلمين الوقار و السكينة من غير اضطراب عند انصراف العزيمة.

التنبيه الثمانون:

صريف الأقلام، بالصاد المهملة و كسر الراء و بالفاء. قال القاضي و النووي (رحمهما اللّه تعالى): هو صوت حركتها و جريانها على ما تكتبه الملائكة من أقضية اللّه تعالى و وحيه و ما ينسخونه من اللوح المحفوظ أو ما شاء اللّه من ذلك أن يكتب و يرفع لما أراده من أمره و تدبيره. و فيه حجة لأهل السّنّة في الإيمان بصحّة كتابة الوحي و المقادير في كتب اللّه تعالى من اللوح المحفوظ بالأقلام التي هو يعلم كيفيتها على ما جاءت به الآيات في كتابه و الأحاديث الصحيحة، و أن ما جاء من ذلك على ظاهره، لكن كيفية ذلك و صورته و جنسه لا يعلمه إلا اللّه تعالى، و من أطلعه على شي‌ء منه من ملائكته و رسله. و ما يتأوّل هذا و يحيله إلا ضعيف النظر و الإيمان، إذ جاءت به الشريعة، و دليل العقول لا يحيله، و اللّه تعالى يفعل ما يشاء و يحكم ما يريد، حكمة من اللّه و إظهارا لما يشاء من غيبه لمن يشاء من ملائكته و سائر خلقه و إلا فهو غنيّ عن الكتب و الاستذكار.

التنبيه الحادي و الثمانون:

قال ابن دحية: «قد علم أن الأقلام إنما تكتب الأقدار، و القدر المكتوب قديم، و إنما الكتابة حادثة. و ظاهر الأخبار أن اللوح المحفوظ فرغ من كتابته و جفّ القلم بما فيه قبل خلق السموات و الأرض، و إنما هذه الكتابة المحدودة في صحف الملائكة كالفروع المنتسخة من الأصل، و فيها المحو و الإثبات على ما ورد في الأثر. و أصل اللوح المحفوظ الذي انتسخ منه اللوح هو علم الغيب القديم في أزل القدم و هو الذي لا محو فيه و لا إثبات حيث لا لوح و لا قلم.

و الحكمة البالغة- و اللّه أعلم- في سماعه لصريف الأقلام حصول الطمأنينة بجفاف القلم بما في القدر حتى يمكن التفويض للقدر لا للسّبب، و حتى يتعاطى السّبب تعبّدا لا

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 143
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست