responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 141

وَ يَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً [الفتح: 2] و دنيوية و إن كان المقصود بها الدين و هي قوله تعالى: وَ يَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً [الفتح: 3] و قدّم الأخروية على الدنيوية تقديما للأهمّ، فانتظم بذلك تعظيم قدر النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) بإتمام أنواع نعم اللّه تعالى المتفرقة في غيره».

و بعد أن وقفت على هذا المعنى رأيت ابن عطية قد وقع عليه فقال: «و إنما المعنى تشريف النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) بهذا الحكم، و لم تكن ذنوبا البتة»، و قد وفّق فيما قاله.

التنبيه الثاني و السبعون:

قوله: «ثم أخذ على الكوثر حتى دخل الجنة».

قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام في تفسيره: «هذا الحديث دليل على أن السدرة ليست في الجنة».

و جزم به ابن أبي جمرة. و قال ابن دحية: «ثمّ هنا ليست للترتيب كما في قوله تعالى: ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا [البلد: 17] إنما هي مثل الواو للجمع و الاشتراك فهي بذلك خارجة عن أصلها، قال صاحب فتح الصفا: «و هي خلاف الظاهر».

التنبيه الثالث و السبعون:

قال بعض العلماء في توجيه كون درهم القرض بثمانية عشر:

إن درهم القرض بدرهمين من دراهم الصدقة كما ورد، و درهم الصدقة بعشرة، و درهم القرض يرجع للمقرض بدله، و هو بدرهمين من جملة مبلغ أصله عشرون يتأخر للمقرض منه ثمانية عشر.

و سمعت شيخنا الإمام العلامة نور الدين المحليّ يذكر ذلك [في‌] الأصول. ثم رأيت في «نوادر الأصول» للحكيم الترمذي ما نصّه: «معنى الحديث أن المتصدّق حسب له الدرهم الواحد بعشرة، فدرهم صدقته و تسعة زائدة فصارت له عشرة، و القرض ضوعف له فيه بدرهم و التسعة مضاعفة فهذه ثمانية عشر، و درهم القرض لم يحسب لأنه يرجع إليه، فيبقى التضعيف و هو ثمانية عشر، و في الصدقة لم يرجع إليه فصارت له عشرة.

التنبيه الرابع و السبعون:

قال ابن دحية: «في عرض الجنة عليه كرامة عظيمة لأنه كان يعرض الجنة على أمته ليشتروها كما قال عن ربه تبارك و تعالى: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى‌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ الْقُرْآنِ وَ مَنْ أَوْفى‌ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ‌ [التوبة: 111].

فأراد اللّه تعالى أن يعاين نبيّه (صلّى اللّه عليه و سلم) ما يعرضه على أمته ليكون و صفه لها عن مشاهدة و لأنه كان يدعو الناس إلى الجنة و هي الدار التي هيّأها اللّه تعالى لضيافة عباده المؤمنين و بعثته (صلّى اللّه عليه و سلم) داعيا إليها فأراد اللّه تعالى أن يريه الدار و كثرة ما أعدّ فيها من النعيم و الكرامة لئلا يضنّ بالدعوة و ليعلم أنها تسع الخلائق كلهم و لا تمتلئ حتى ينشئ اللّه لها خلقا، كما ثبت في الحديث. و يحتمل أنه إنما أراه إياها ليعلم خسّة الدنيا في جنب ما رآه فيكون في الدنيا

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 141
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست