responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 138

النائية المتصلة بمبادئ هذه الأنهار فإنه لم يقف أحد على مباديها حتى الآن.

و روى أبو الشيخ في العظمة و أبو المخلص- بوزن اسم الفاعل- بسند من طريق أبي صالح عبد اللّه بن صالح قال: حدثني الليث بن سعد قال: بلغني أنه كان رجل من بني العيص يقال له حائد بن شالوم بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم (عليهما السلام)، خرج هاربا من ملك من ملوكهم حتى دخل أرض مصر، فأقام بها، فلما رأى أعاجيب نيلها، جعل للّه عليه ألّا يفارق ساحلها حتى يبلغ منتهاه و من حيث يخرج أو يموت.

فسار عليه، قبل ثلاثين سنة في الناس، و ثلاثين سنة في غير الناس، و قبل خمس عشرة كذا و خمس عشرة كذا حتى انتهى إلى بحر أخضر، فنظر إلى النيل ينشق مقبلا، و إذا رجل قائم يصلي تحت شجرة تفاح، فلما رآه استأنس به و سلّم عليه، فقال له: من أنت؟ قال: أنا حائد به شالوم بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم (عليهما السلام) فمن أنت؟ قال: أنا عمران بن فلان بن العيص، فما الذي جاء بك يا حائد؟.

قال: جئت من أجل هذا النيل و هل بلغك في الكتب أن أحدا من بني آدم يبلغه و لا أظنه غيرك قال كيف الطريق إليه؟ قال: سر كما أنت على هذا البحر فإنك ستأتي دابّة ترى آخرها و لا ترى أولها فلا يهولنّك آخرها، و هي معادية للشمس إذا طلعت أهوت إليها لتلتقمها و إذا غربت أهوت إليها كذلك، فاركبها تذهب بك إلى جانب البحر، فسر عليها فإنها ستبلغ أرضا من حديد، فإن جزتها وقعت في أرض من ذهب فيها ينتهي إليها علم النيل. فسار حتى انتهى إلى أرض من الذهب فسار فيها حتى انتهى إلى سور من ذهب، و شرفة من ذهب و قبة من ذهب لها أربعة أبواب، فنظر إلى ما ينحدر من فوق ذلك السور حتى يستقر في القبة ثم ينصرف في الأبواب الأربعة، فأما الثلاثة فتفيض في الأرض و أما واحد فيسير على وجه الأرض و هو النيل.

فشرب منه و استراح و هوى إلى السور ليصعد فأتاه ملك فقال له: «يا حائد قف فإنه قد انتهى إليك علم هذا النيل، و هذه الجنة، و إنما ينزل من الجنة.

التنبيه الرابع و الستون:

قال ابن أبي جمرة في قول جبريل (عليه السلام): «أما الباطنان ففي الجنة، و أما الظاهران فالنيل و الفرات»، دليل على أن النيل و الفرات ليسا من الجنة لأن النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) أخبر أن جبريل أخبره أن هذه الأنهار منبعها من سدرة المنتهى، فيسير الباطنان إلى الجنة، و النيل و الفرات ينزلان إلى الدنيا، و سدرة المنتهى ليست في الجنة حتى يقال إنهما يخرجان منها بعد نبعهما من الجنة. و هذا معارض لما رواه مسلم عن أبي هريرة من‌

أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) قال: «سيحان و جيحان و النيل و الفرات كلّ من أنهار الجنة».

و الجمع بينهما

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 138
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست