responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 117

السموات و أنه أفضل المخلوقات. و يقوّي هذا المراد بكونه أركبه البراق و نصب له المعراج و جعله إماما للنبيين و الملائكة، مع أنه تعالى قادر على أن يرفعه بدون البراق و المعراج.

و يقال لأصحاب الجهة: إنما منعكم من اعتقاد الحق استبعادكم موجودا إلا في جهة، فأحلتم ذلك. فأخبرونا عن العرش و الفوق هل ذلك قديم؟ أو محدث؟ فإن قالوا قديما جاهروا بقدم العالم و أدّى ذلك إلى محالين: أحدهما أن يكون مع الباري تعالى في الأزل غيره، و القديمان ليس أحدهما بأن يكون مكانا للثاني بأولى من الآخر. ثانيهما أن الجهة و المكان إما أن يكونا جسمين، و هذا يؤدّي إلى جواز و جود الأجساد كلها، و هو قول من قال بقدم العالم، نعوذ باللّه من ذلك. و إن قالوا: محدث، قل فقد صدقتم بأن الرّبّ تعالى كان موجودا أولا و لا جهة، و المستحيل [لا] ينقلب جائزا أو واجبا لأن الحادث لا يحتاج إليه القديم، فإنه قبل كونه كان مستغنيا عنه، و هو على استغنائه عنه لم يزل و كذلك لا يزال، و محال أن يكون خالق الكل مفتقرا إلى بعض مخلوقاته. و ما ورد من الاستواء و النزول و غير ذلك من الصفات التي يشكل إجراؤها على ظاهرها، نؤمن به و نكل علم معناه إلى اللّه تعالى، و لا نشبهه تعالى بخلقه و لا ننفي الصفات التي أثبتها لنفسه و أثبتها له رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) [1].

التنبيه التاسع و العشرون:

نقل ابن دحية عن ابن حبيب، و الحافظ عن ابن المنير عن ابن حبيب و أقرّه: أن بين السماء و الأرض بحرا يسمى المكفوف تكون بحار الدنيا بالنسبة إليه كالقطرة من المحيط، فعلى هذا يكون ذلك البحر انفلق لنبينا (صلّى اللّه عليه و سلم) فهو أعظم من انفلاق البحر لموسى (عليه الصلاة و السلام).

التنبيه الثلاثون:

في قدر ما بين السماء و الأرض:

روى الإمام أحمد و أبو داود و الترمذي و حسّنه، و ابن خزيمة في صحيحه عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال: كنا عند رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فقال: «أ تدرون كم بين السماء و الأرض»؟ قلنا: اللّه و رسوله أعلم. قال: «بينهما مسيرة خمسمائة سنة، و بين كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة و كثف كل سماء خمسمائة سنة، و فوق السماء السابعة بحر من أعلاه و أسفله كما بين السماء و الأرض ثم فوق ذلك ثمانية أو عال [2] بين أظلافهن و ركبهن مثل ما بين سماء إلى سماء و فوق ظهورهن العرش و بين أعلاه و أسفله كما بين السماء و الأرض ثم اللّه تعالى فوق ذلك.

و روى إسحق بن راهويه و البزّار بسند صحيح عن أبي ذرّ رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «ما بين السماء و الأرض خمسمائة عام و غلظ كل سماء خمسمائة عام‌




[1] سقط في أ.

[2] ثمانية أو عال: أي ملائكة على صورة الأوعال. انظر النّهاية لابن الأثير 5/ 207.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 117
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست