يا ربّ بالقدم الّتي أوطأتها* * * من قاب قوسين المحلّ الأعظما
و بحرمة القدم الّتي جعلت لها* * * كتف البريّة في الرّسالة سلّما
ثبّت على متن الصّراط تكرّما* * * قدمي و كن لي منقذا و مسلّما
و اجعلهما ذخري و من كانا له* * * أمن العذاب و لا يخاف جهنّما
تنبيهات
الأول: ذكر كثير من المدّاح أن النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) كان إذا مشى على الصّخر غاصت قدماه فيه.
و لا وجود لذلك في كتب الحديث البتة. و قد أنكره الإمام برهان الدين النّاجي بالنون- الدمشقي (رحمه اللّه تعالى) و جزم بعدم وروده، و الشيخ (رحمه اللّه تعالى) في فتاويه و قال إنه لم يقف له على أصل و لا سند و لا رأى من خرّجه في شيء من كتب الحديث و ناهيك باطلاع الشيخ (رحمه اللّه تعالى). و قد راجعت الكتب اللّاتي ذكرها في آخر الكتاب فلم أر من ذكر ذلك، فشيء لا يوجد في كتب الحديث و التواريخ كيف تسوغ نسبته للنبي (صلّى اللّه عليه و سلم)؟!.
الثاني: في حديث جابر بن سمرة قال: كانت خنصر رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) من رجله متظاهرة. رواه البيهقي. و في سنده سلمة بن حفص السّعدي. قال ابن حبّان كان يضع الحديث لا يحل الاحتجاج به و لا الرّواية عنه، و حديثه هذا باطل لا أصل له، و رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) كان معتدل الخلق.
الثالث: في بيان غريب ما سبق:
الحموشة: بضم الحاء المهملة و شين معجمة: الدقّة.
[1] ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد بنحوه 8/ 283 و عزاه للطبراني و قال فيه من لم أعرفهم.