responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 377

الباب الثامن عشر في دخول بني هاشم و بني المطلب بني عبد مناف الشّعب و كتابة قريش الصحيفة الظالمة

قال أبو الأسود و الزّهري و موسى بن عقبة و ابن إسحاق: إنّ قريشا لمّا رأت أصحاب رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) قد نزلوا بلدا. أصابوا فيه أمنا و قرارا، و أن النجاشي قد منع من لجأ إليه منهم، و أن عمر قد أسلم، و كان رجلا ذا شكيمة لا يرام ما وراء ظهره امتنع به أصحاب رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و بحمزة حتى عازّوا قريشا فكان هو و حمزة مع رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و أصحابه، و جعل الإسلام يفشو في القبائل. فأجمعوا رأيهم و اتفق رأيهم على قتل رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و قالوا:

قد أفسد علينا أبناءنا و نساءنا فقالوا لقومه: خذوا منّا دية مضاعفة و ليقتله رجل من غير قريش و يريحنا و تريحون أنفسكم. فأبى قومه بنو هاشم من ذلك و ظاهرهم بنو المطّلب بن عبد مناف.

فلما عرفت قريش أن رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) قد منعه قومه فأجمع المشركون من قريش على منابذتهم و إخراجهم من مكة إلى الشّعب و أجمعوا و ائتمروا أن يكتبوا كتابا يتعاقدون فيه على بني هاشم و بني المطلب على ألا ينكحوهم و لا ينكحوا إليهم و لا يبيعوهم شيئا و لا يبتاعوا منهم، و لا يقبلوا منهم صلحا و لا تأخذهم بهم رأفة حتى يسلموا رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) للقتل.

فلما اجتمعوا لذلك كتبوا صحيفة ثم تعاهدوا و تعاقدوا على ذلك.

و الذي كتب الصحيفة: قال ابن إسحاق: منصور بن عكرمة. قال ابن هشام: و يقال النضر بن الحارث. فدعا عليه رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فشلّت بعض أصابعه. و قال غيره: بغيض بن عامر. فشلّت يده. و قال غيره: هشام بن عمرو بن الحارث العامري و أسلم بعد ذلك.

و يجمع بين هذه الأقوال باحتمال أن يكون كتب بها نسخ.

ثم علّقوا الصحيفة في جوف الكعبة توكيدا على أنفسهم و قطعوا عنهم الأسواق و لم يتركوا طعاما و لا إداما و لا بيعا إلا بادروا إليه و اشتروه دونهم.

فلما فعلت ذلك قريش انحازت بنو هاشم و بنو المطّلب إلى أبي طالب فدخلوا معه في شعبه مؤمنهم و كافرهم، فالمؤمن دينا و الكافر حميّة.

و خرج من بني هاشم أبو لهب إلى قريش فظاهرهم و لقي هند بنت عتبة بن ربيعة حين فارق قومه و ظاهر عليهم قريشا فقال: يا بنت عتبة هل نصرت اللات و العزّى و فارقت من فارقها و ظاهر عليها؟ قالت: نعم جزاك اللَّه خيرا يا أبا عتبة.

و روى البلاذريّ عن ابن عباس قال: حصرنا في الشّعب ثلاث سنين و قطعوا عنا الميرة حتى إن الرجل ليخرج بالنفقة فما يبايع حتى يرجع، حتى هلك من هلك.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 377
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست