قال اللَّه سبحانه و تعالى: شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ و قال اللَّه تبارك و تعالى: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ.
و قال ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما: فصل القرآن من الذّكر و دفع إلى جبريل فوضعه في بيت العزّة من السماء الدنيا في ليلة القدر جملة واحدة، و كان اللَّه ينزله على رسوله بعضه إثر بعض نجوما على مواقع النجوم رسلا لجواب كلام العباد و أعمالهم في عشرين سنة ثم قرأ:
رواه الحاكم و البيهقي من طريق سعيد بن جبير، و النسائي و ابن أبي حاتم و الحاكم و البيهقي من طريق آخر، و الطبراني من طريق آخر، و البزّار من طريق آخر، و ابن أبي شيبة من طريق آخر.
رسلا: أي رفقاء.
على مواقع النجوم: أي على مثل مساقطها. يريد: أنزل مفرّقا يتلوا بعضه بعضا على تؤدة و رفق.
و هذا. قال الزركشيّ في البرهان و الشيخ في الإتقان: إنه الأصحّ الأشهر، و قال الحافظ في الفتح: إنه الصحيح المعتمد.
و قيل: إنه نزل إلى سماء الدنيا في عشرين ليلة قدر أو ثلاث و عشرين، أو خمس و عشرين في كل ليلة ما يقدّر اللَّه تعالى إنزاله في كل سنة، ثم نزل بعد ذلك منجما في جميع السنة.
و قيل إنه ابتدئ إنزاله في ليلة القدر ثم نزل بعد ذلك منجما في أوقات مختلفات.
و قيل إنه نزل من اللوح المحفوظ جملة واحدة، و إن الحفظة نزلته على جبريل في عشرين ليلة، و نجّمه جبريل على النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) في عشرين سنة.
تنبيهات
الأول: قيل: السرّ في إنزاله جملة إلى السماء تفخيم أمره و أمر من أنزل عليه، و ذلك بإعلام سكّان السموات السبع أن هذا آخر الكتب المنزلة على خاتم الرسل لأشرف الأمم قد قرّبناه إليهم لتنزله عليهم، و لو لا أن الحكمة الإلهية اقتضت وصوله إليهم منجّما بحسب الوقائع