responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 243

بإيصاله إلى الخلق أن يتقدمه تشريح و تأسيس، و كان ما يراه النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) من الرؤيا الصادقة و محبّة الخلوة و التعبّد من ذلك، فلما جاءه الملك فجأه بغتة أمر خالف العادة و المألوف فنفر طبعه البشريّ منه و هاله ذلك و لم يتمكن من التأمل في تلك الحال، لأن النبوة لا تزيل طباع البشرية كلها، فلا يتعجّب أن يجزع مما لم يألفه و ينفر طبعه منه، حتى إذا اندرج عليه و ألفه استمر عليه، فلذلك رجع إلى أهله التي ألف أنسها فأعلمها بما وقع له، فهوّنت عليه خشيته مما عرفته من أخلاقه الكريمة و طريقته الحسنة، فأرادت الاستظهار بمسيرها به إلى ورقة لمعرفتها بصدقه و معرفته و قراءته الكتب القديمة فلما سمع كلامه أيقن بالحق و اعترف به، و أشار إلى أن الحكمة في ذكره (صلّى اللّه عليه و سلم) ما اتفق له في هذه القصة: أن يكون سببا في انتشار خبره في بطانته و من يستمع لقوله و يصغي إليه طريقا في معرفتهم مباينة من سواه في أحواله لينبّهوا [1] على محلّه.

العشرون: ورقة هو ابن نوفل بن أسد بن عبد العزّي بن قصيّ القرشي الأسدي ابن عم خديجة زوج النبي (صلّى اللّه عليه و سلم). ذكره الطبري و البغوي و ابن نافع و ابن السّكن و غيرهم في الصحابة.

و روى يونس بن بكير عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل أحد كبار التابعين‌ أن ورقة قال لرسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم): أبشر فأنا أشهد أنك الذي بشّر به عيسى ابن مريم و أنك على مثل ناموس موسى، و أنك نبيّ مرسل. فذكر الحديث و فيه: فلما توفى قال رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «لقد رأيت القسّ في الجنة عليه ثياب بيض لأنه آمن بي و صدّقني» [2].

في سنده انقطاع.

و يعضّده ما رواه الزبير بن بكّار بسند جيد عن عروة بن الزبير قال: كان بلال لجارية من بني جمح، و كانوا يعذبونه برمضاء مكة يلصقون ظهره بالمرضاء لكي يشرك فيقول: أحد أحد. فمرّ به ورقة و هو على تلك الحال فيقول: أحد أحد يا بلال، و اللَّه لئن قتلتموه لأتخذنه حنانا.

فهذا المرسل يدل على أن ورقة عاش إلى أن دعا رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) إلى الإسلام حتى أسلم بلال.

قال الحافظ: و الجمع بين هذا و بين حديث عائشة: أن يحمل قولها: لم ينشب ورقة أن توفي. أي قبل أن يشتهر الإسلام و يؤمر النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) بالجهاد.

و لا يعكّر على ذلك ما رواه ابن عائذ عن ابن عباس أن ورقة مات على نصرانيته لأن في‌


[1] في أ لينتبهوا.

[2] أخرجه البيهقي في الدلائل 2/ 158- 221 و ذكره ابن كثير في البداية و النهاية 3/ 10.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 243
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست