responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 236

له عدّاس، فقالت له يا عداس أذكّرك اللَّه إلا ما أخبرتني هل عندكم علم من جبريل؟ فقال عدّاس: قدّوس قدوس ما شأن جبريل يذكر بهذه الأرض التي أهلها أهل الأوثان. فقالت:

أخبرني بعلمك فيه. قال: هو أمين اللَّه بينه و بين النبيين، و هو صاحب موسى و عيسى.

فرجعت من عنده فانطلقت برسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) إلى ورقة بن نوفل بن أسد ابن عم خديجة و كان امرءا قد تنصّر في الجاهلية و كان يكتب الكتاب العربيّ فيكتب من الإنجيل ما شاء اللَّه أن يكتب، و كان شيخا قد عمي، فقالت له خديجة: يا بن عم اسمع من ابن أخيك فقال له ورقة: يا بن أخي ما ذا ترى. فأخبره رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) خبر ما رأى فقال له ورقة: أبشر فأنا أشهد أنك الذي بشّر به ابن مريم. هذا الناموس الذي أنزل اللَّه على موسى. و في لفظ: و إنك على مثل ناموس موسى، و إنك لنبيّ مرسل و ستؤمر بالجهاد بعد يومك هذا، و لئن أدركني ذلك لأجاهدنّ معك، يا ليتني فيها جذعا. و في لفظ جذع. ليتني أكون حيّا إذا يخرجك قومك ...

فقال رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) أو مخرجي هم؟ فقال: نعم. لم يأت أحد بمثل ما جئت به إلا عودي. و في لفظ: أوذي. و في رواية: لتكذّبنّه و لتؤذينّه و لتقاتلنّه، و إن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزّرا، ثم أدنى رأسه منه فقبّل يافوخه، ثم لم ينشب ورقة أن توفّي و فتر الوحي.

و قال ورقة في ذلك أشعارا منها قوله:

يا للرّجال و صرف الدّهر و القدر* * * و ما لشي‌ء قضاه اللَّه من غير

حتّى خديجة تدعوني لأخبرها* * * أمرا أراه سيأتي النّاس من أخر

و خبرتني بأمر قد سمعت به‌* * * فيما مضى من قديم الدّهر و العصر

بأنّ أحمد يأتيه و يخبره‌* * * جبريل أنّك مبعوث إلى البشر

فقلت علّ الّذي ترجين ينجزه‌* * * لك الإله فرجّى الخير و انتظري‌

و أرسليه إلينا كي نسائله‌* * * عن أمره ما يرى في النّوم و السّهر

فقال حين أتانا منطقا عجبا* * * يقفّ منه أعالي الجلد و الشّعر

إنّي رأيت أمين اللَّه واجهني‌* * * في صورة أكملت من أعظم الصّور

ثمّ استمرّ فكاد الخوف يذعرني‌* * * ممّا يسلّم من حولي من الشّجر

فقلت ظنّي و ما أدري أ يصدقني‌* * * أن سوف تبعث تتلو منزل السّور

و سوف أنبيك إن أعلنت دعوتهم‌* * * من الجهاد بلاد منّ و لا كدر

[1].

و قوله:


[1] انظر الروض الأنف 1/ 217، 218 البداية و النهاية 3/ 11.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 236
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست