responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 196

قال الجن: وَ أَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ طلبنا استراق السمع منها. و اللمس مستعار من المس للطلب: فَوَجَدْناها صادفناها مُلِئَتْ حَرَساً حرّاسا اسم جمع كخدم:

شَدِيداً قويّا و هم الملائكة الذين يمنعونهم عنها وَ شُهُباً جمع شهاب و هو المضي‌ء المتولد من النار: وَ أَنَّا كُنَّا قبل مبعثه‌ نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ خالية عن الحرس و الشهب أو صالحة للرّصد و الاستماع‌ لِلسَّمْعِ‌ صلة نقعد أو صفة لمقاعد. و فسر النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) كيفية قعود الجن أنهم كانوا واحدا فوق واحد فمتى احترق الأعلى طلع الذي تحته مكانه و كانوا يسترقون الكلمة فيلقونها إلى الكهان و يزيدون فيها و يزيد الكاهن مائة كذبة. فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ‌ ظرف للحال و يستمع ظرف مستقبل فاتّسع في الظرف و استعمل للاستقبال‌ يَجِدْ لَهُ شِهاباً رَصَداً أي أرصد له ليرمى به. هذا لمن استمع و أما السمع فقد انقطع كما قال اللَّه تعالى: إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ‌ [الشعراء 212].

و لمّا رأوا ما حدث من كثرة الرجم و منع الاستراق قالوا: وَ أَنَّا لا نَدْرِي أَ شَرٌّ أُرِيدَ بعدم استراق السمع‌ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً خيرا.

قال ابن إسحاق (رحمه اللّه تعالى): فلما سمعت الجنّ القرآن عرفت أنها منعت من السمع قبل ذلك لئلا يشكل الوحي بشي‌ء من خبر السماء فيلتبس على أهل الأرض ما جاءهم من اللَّه فيه لوقوع الحجة و قطع الشبهة.

فآمنوا و صدقوا ثم‌ وَلَّوْا رجعوا إِلى‌ قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ‌ مخوّفين قومهم العذاب إن لم يؤمنوا و كانوا يهودا. قالُوا يا قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا كِتاباً هذا القرآن‌ أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى‌، مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِ‌ الإسلام‌ وَ إِلى‌ طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ‌ أي طريقة يا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللَّهِ‌ محمدا (صلّى اللّه عليه و سلم) إلى الإيمان‌ وَ آمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ‌ أي بعضها و هو ما يكون في خالص حق اللَّه، فإن المظالم لا تغفر بالإيمان. وَ يُجِرْكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ‌ مؤلم.

وَ مَنْ لا يُجِبْ داعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ‌ [الأحقاف: 32] أي لا يعجز اللَّه بالهرب منه فيفوته‌ وَ لَيْسَ لَهُ‌ لمن لا يجب‌ مِنْ دُونِهِ‌ أي اللَّه‌ أَوْلِياءُ أنصارا يدفعون عنه العذاب‌ أُولئِكَ‌ الذين لم يجيبوا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ‌ بيّن ظاهر.

لطيفة: مناسبة سورة الجن لما قبلها أنه لما حكي تمادي قوم نوح (صلّى اللّه عليه و سلم) في الكفر و عكوفهم على عبادة الأصنام، و كان أول رسول إلى أهل الأرض، كما أن محمدا (صلّى اللّه عليه و سلم) آخر رسول إلى أهل الأرض، و العرب الذين هو منهم كانوا عبّاد أصنام كقوم نوح حتى أنهم عبدوا أصناما مثل أصنام أولئك في الأسماء، و كان ما جاء به محمد (صلّى اللّه عليه و سلم)، من القرآن هاديا إلى الرشد

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 196
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست