responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 159

تحت هذه الشجرة؟ فقال ميسرة: رجل من قريش. فقال الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة قطّ إلا نبي، أفي عينيه حمرة؟ قال ميسرة: نعم لا تفارقه. فقال الراهب: هو هو، و هو آخر الأنبياء، و يا ليت أني أدركه حيث يؤمر بالخروج.

و عند أبي سعد النيسابوري في الشّرف: فلما رأى الغمامة فزع و قال: ما أنتم؟ قال:

ميسرة غلام خديجة، فدنا إلى النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) سرّا من ميسرة و قبّل رأسه و قدميه و قال: آمنت بك و أنا أشهد أنك الذي ذكره اللَّه في التوراة. ثم قال: يا محمد قد عرفت فيك العلامات كلها خلا خصلة واحدة فأوضح لي عن كتفك. فأوضح له، فإذا هو بخاتم النبوة يتلألأ، فأقبل عليه يقبّله و يقول: أشهد أن لا إله إلا اللَّه و أشهد أنك رسول اللَّه النبي الأمي الذي بشّر بك عيسى ابن مريم فإنه قال: لا ينزل بعدي تحت هذه الشجرة إلا النبي الأمي الهاشمي العربي المكي صاحب الحوض و الشفاعة و صاحب لواء الحمد. انتهى.

فوعى ميسرة ذلك.

ثم حضر رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) سوق بصرى فباع سلعته التي خرج بها و اشترى، فكان بينه و بين رجل اختلاف في سلعة فقال الرجل: احلف باللات و العزى.

فقال رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «ما حلفت بهما قط

[1]. فقال الرجل: القول قولك. ثم قال الميسرة و خلا به: يا ميسرة هذا نبيّ هذه الأمة و الذي نفسي بيده إنه لهو تجده أحبارنا منعوتا في كتبهم، فوعى ميسرة ذلك.

ثم انصرف أهل العير جميعا، و كان ميسرة يرى رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) إذا كانت الهاجرة و اشتد الحر، يرى ملكين يظلّانه من الشمس و هو على بعيره. و كان اللَّه تعالى قد ألقى على رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) المحبة من ميسرة، فكأنه عبد لرسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم).

و عند أبي سعد في «الشرف» أنهم باعوا متاعهم و ربحوا ربحا لم يربحوا مثله قط، فقال ميسرة: يا محمد اتّجرنا لخديجة أربعين سنة ما رأيت ربحا قط أكثر من هذا الربح على وجهك.

فلما كانوا بمرّ الظهران قال ميسرة للنبي (صلّى اللّه عليه و سلم): هل لك أن تسبقني إلى خديجة فتخبرها بالذي جرى لعلها تزيدك بكرة إلى بكرتيك. فركب النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) قعودا أحمر فتقدم حتى دخل مكة في ساعة الظهيرة و خديجة في علّية لها معها نساء فيهن نفيسة بنت منية فرأت رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) حين دخل و هو راكب على بعيره و ملكان يظلّان عليه فأرته نساءها فعجبن لذلك.

و دخل عليها رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فخبّرها بما ربحوا فسرّت بذلك و قالت: أين ميسرة؟

قال: خلّفته في البادية.

قالت: عجّل إليه ليعجل بالإقبال. و إنما أرادت أن تعلم أهو الذي رأت‌


[1] أخرجه ابن سعد في الطبقات 1/ 1/ 83 و أبو نعيم في الدلائل 1/ 54.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 159
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست