responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 130

عليه برّا به، فربما أتي بالطعام و ليس رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) حاضرا فلا يمّس شيئا منه حتى يؤتى به.

و كان يفرش له في ظل الكعبة و يجلس بنوه حول فراشه إلى خروجه فإذا خرج قاموا على رأسه مع عبيده إجلالا له و كان رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) يأتي و هو غلام جفر فيجلس على الفراش فيأخذه أعمامه ليؤخّروه فيقول عبد المطلب: دعوا ابني ما تريدون منه؟ إن له لشأنا. و يقبّل رأسه و يمسح صدره و يسرّ بكلامه و ما يرى منه.

و روى أبو نعيم عن محمد بن عمر الأسلمي عن شيوخه قالوا: بينا عبد المطلب يوما في الحجر و عنده أسقف نجران و هو يحادثه و يقول: إنا نجد صفة نبيّ بقي من ولد إسماعيل، هذا البلد مولده و من صفته كذا و كذا. و أتى رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فنظر إليه الأسقف و إلى عينيه و إلى ظهره و إلى قدميه فقال: هو هذا، ما هذا منك؟ قال: هذا ابني. قال الأسقفّ: لا، ما نجد أباه حيا. قال: هو ابن ابني و قد مات أبوه و أمه حبلى به. قال: صدقت. قال عبد المطلب لبنيه:

تحفظوا بابن أخيكم ألا تسمعون ما يقال فيه؟.

و روى البخاري في تاريخه و ابن سعد و الحاكم و صححه، عن كندير بن سعيد بن حيوة [1] و يقال حيدة، عن أبيه، و البيهقي عن معاوية بن حيدة [2] قال الأول: خرجت حاجّا في الجاهلية. و قال الثاني: خرجت معتمرا في الجاهلية. قالا: فإذا شيخ طويل يطوف بالبيت و هو يقول:

ردّ إليّ راكبي محمدا* * * اردده ربي و اتّخذ عندي يدا

فسألا عنه فقيل هذا سيد قريش عبد المطلب له إبل كثيرة فإذا ضل منها شي‌ء بعث فيه بنيه يطلبونها فإذا غابوا بعث ابن ابنه و لم يبعثه في حاجة إلا أنجح فيها، و قد بعثه في حاجة أعيا عنها بنوه و قد أبطأ عليه. قالا: فلم نلبث حتى جاء رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) بالإبل معه، فقال له عبد المطلب: يا بني حزنت عليك حزنا لا تفارقني بعد أبدا.

و روى ابن الجوزي عن أم أيمن رضي اللَّه تعالى عنها قالت: كنت أحضن رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فغفلت عنه يوما فلم أدر إلا بعبد المطلب قائما على رأسه يقول: يا بركة.

قلت: لبيك. قال: أ تدرين أين وجدت ابني؟ قلت: لا أدري. قال: وجدته مع غلمان قريبا من السّدرة، لا تغفلي عنه فإن أهل الكتاب يزعمون أنه نبي هذه الأمة و أنا لا آمنهم عليه.


[1] كندير بن سعيد بن حيوة قال حججت في الجاهلية فإذا أنا برجل يطوف بالبيت و هو يقول «رد إلى راكبي محمدا» و روى عن أبيه روى عنه العباس بن عبد الرحمن سمعت أبي يقول ذلك.

[2] معاوية بن حيدة بن معاوية بن كعب القشيري، صحابي، نزل البصرة، و مات بخراسان، و هو جد بهز بن حكيم [التقريب 2/ 259].

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 130
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست