responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 12

فذكر الحديث: و فيه: أسمر إلى البياض. قال ابن عباس: لو رأيته في اليقظة ما استطعت أن تنعته فوق هذا.

و روى أبو بكر بن أبي خيثمة عن شيخه هوذة، و أبو نعيم من طريق الحارث بن أبي أسامة عن شيخه روح، كلاهما عن عوف عن يزيد. و ذكر الحديث و لفظه: أحمر إلى البياض.

قال الحافظ: و تبيّن من مجموع الروايات أن المراد بالسّمرة: الحمرة التي تخالط البياض، و أن المراد بالبياض المثبت: ما تخالطه الحمرة. و المنفيّ ما لا تخالطه، و هو الذي تكره العرب لونه و تسميه أمهق.

و قال ابن أبي خيثمة: و لونه (صلّى اللّه عليه و سلم) الذي لا شك فيه: الأبيض الأزهر، المشرب من حمرة و إلى السمرة ما ضحى منه للشمس و الريح، و أما ما تحت الثياب فهو الأبيض الأزهر.

و تعقّبه بعضهم بأن أنسا لا يخفى عليه أمره حتى يصفه بغير صفته اللازمة له لقربه منه، و لم يكن (صلّى اللّه عليه و سلم) ملازما للشمس. نعم لو وصفه بذلك بعض القادمين ممن صادفه في وقت غيّرته الشمس لأمكن، فالأولى حمل السّمرة في هذه الرواية على الحمرة التي تخالط البياض، أي كما سبق في كلام الحافظ.

قلت: قوله إن أنسا لا يخفى عليه. إلخ يقال عليه: قد وصفه أنس بأنه (صلّى اللّه عليه و سلم) أزهر اللون ليس بالآدم، كما تقدم أول الباب، و هو حديث أصح من هذه الروايات. و تابعه غيره على هذه الرواية.

و قال الحافظ أبو الفضل العراقي: في قوله: «أسمر اللون»: هذه اللفظة تفرّد بها حميد عن أنس و رواها غيره عنه بلفظ «أزهر اللون» ثم نظرنا من روى صفة لونه (صلّى اللّه عليه و سلم) غير أنس، فكلهّم و صفوه (صلّى اللّه عليه و سلم) بالبياض دون السّمرة، و هم خمسة عشر صحابيّا.

قلت: سمّى أبو الحسن بن الضحاك في كتاب الشمائل منهم: أبا بكر و عمر و عليّا و أبا جحيفة و ابن عمر و ابن عباس و هند بن أبي هالة و الحسن بن علي و أبا الطّفيل و مخرّش الكعبي و ابن مسعود و البراء بن عازب و سعد بن أبي وقّاص و عائشة و أبا هريرة و ذكر أحاديثهم و أسانيدهم العشرة. ثم قال: و ما رواه أنس مما يوافق الجمهور أولى و أصح و هو الذي ينبغي أن يرجع إليه و يعوّل عليه.

و أما رواية أبي يزيد الفارسي: أنه (صلّى اللّه عليه و سلم) أسمر إلى البياض: فخطأ في الرواية، و الصواب الرواية الثانية.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست