responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 409

جماع أبواب الصلاة و السلام عليه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- زاده اللّه فضلا و شرفا لديه‌

الباب الأول في فوائد تتعلق بالآية الكريمة

منها: أنه انعقد الإجماع على أن في هذه الآية من تعظيم اللّه تعالى للنبي- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- و التنويه به ما ليس في غيرها» و هي مدنيّة، و المقصود منها إخباره تعالى عباده بمنزلة نبيّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- عنده في الملأ الأعلى، بأنه أثنى عليه عند الملائكة المقرّبين، و أن الملائكة يصلون عليه، ثم أمر أهل العالم السّفليّ بالصلاة عليه و التسليم، ليجتمع الثّناء عليه من أهل العالمين العلويّ و السّفليّ جميعا، و قال تعالى: «يصلّون»- بصيغة المضارع الدالة على الدّوام و الاستمرار- ليدلّ على أنّه- سبحانه و تعالى- و جميع الملائكة يصلّون على نبيّنا- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- دائما أبدا، و غاية مطلوب الأوّلين و الآخرين صلاة واحدة من اللّه تعالى، و أنّى لهم ذلك؟ و منها:

الكلام على اشتقاقها و معناها لغة و شرعا، و للصّلاة في اللغة معنيان.

أحدهما:

الدّعاء و التّبرّك، و منه قوله تعالى: وَ صَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ‌ [التوبة 103] و قوله عزّ و جلّ: وَ صَلَواتِ الرَّسُولِ‌ [التوبة 99] و قوله تعالى: وَ لا تُصَلِّ عَلى‌ أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً [التوبة 84].

و منه الصلاة على الجنازة، أي: الدعاء له، و سمّي الدّعاء صلاة، لأن قصد الداعي جميع المقاصد الجميلة، بحسب اختلاف السائلين.

و المعنى الثاني: العبادة، و منه‌

قوله (عليه الصلاة و السلام): «إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب، فإن كان صائما فليصلّ»،

أي: فليدع بالبركة لهم.

و قيل: معناهما الدعاء، و بهذا تزول الإشكالات الواردة على اسم الصلاة الشرعية، هل هي منقولة عن موضوعها في اللغة؟ فتكون حقيقة شرعيّة، لا مجازا شرعيّا، فعلى هذا تكون الصلاة باقية على مسماها لغة، و هو الدعاء، و الدعاء دعاء عبادة و دعاء مسألة، و المصلي من حين تكبيره إلى سلامه بين دعاء العبادة و دعاء المسألة، فهو في صلاة حقيقيّة لا مجازا و لا منقولا، لكن خصّ اسم الصلاة بهذه العبادة المخصوصة بسائر الألفاظ التي تخصّها أهل اللّغة و الصّرف ببعض مسمياتها كالدابّة و الرّأس، فهذا غايته تخصيص اللفظ و قصره على بعض‌

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 409
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست