responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 382

به، و لتنالنا الرحمة بصلاتنا و سلامنا عليه عند قبره بحضرة الملائكة الحافين به، و ذلك من الدّعاء المشروع له و الزيارة قد تكون لمجرّد تذكّر الآخرة، و هو مستحبّ لحديث «زوروا القبور، فإنّها تذكّركم الآخرة» و قد تكون للدّعاء لأهل القبور كما ثبت في زيارة أهل البقيع و قد تكون للتبرك بأهلها إذا كانوا من أهل الصّلاح.

و قال أبو محمد الشامساحي المالكي: إنّ قصد الانتفاع بالميت بدعة إلا في زيارة قبر المصطفى- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- و قبور الأنبياء- (صلوات اللّه و سلامه عليهم أجمعين)-.

قال السبكي: و هذا الاستثناء صحيح و حكمه في غيرهم بالبدعة فيه نظر، و قد تكون الزيارة لأداء حقّ أهل القبور،

و قد روى عن النبي- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- أنه قال: «آنس ما يكون الميت في قبره إذا زاره من كان يحبّه في دار الدنيا».

قال السّبكيّ: و زيارة قبر النّبيّ- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- في هذه المباني الأربعة فلا يقوم غيرها مقامها.

تنبيه:

كره الإمام أحمد و مالك- (رحمه اللّه تعالى)- أن يقال: زرنا قبر النبي- (صلّى اللّه عليه و سلّم)-.

و اختلف الأئمة في مراده بذلك فقال أبو عمران المالكي: إنما كره ذلك، لأن الزيارة، من شاء فعلها و من شاء تركها، و زيارة قبر النبي- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- واجبة.

قال عبد الحقّ الصّقليّ: يعني من السنن الواجبة.

و قال ابن رشد: ما كره مالك هذا إلا من وجه أن كلمة أعلى من كلمة فلما كانت الزيارة تستعمل في الموتى و قد وقع فيها من الكراهة ما وقع، كره أن يذكر مثل ذلك في النّبيّ- (صلّى اللّه عليه و سلّم)-.

و اختار القاضي أن كراهة مالك لذلك لإضافة الزيارة إلى القبر- و أنه لو قال: زرنا النبي- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- لم يكره‌

لحديث‌ «اللّهمّ، لا تجعل قبري وثنا يعبد، اشتد غضب اللّه على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد»

فحمى إضافة هذا اللفظ إلى القبر قطعا للذريعة.

قال السّبكيّ: و يشكل عليه حديث «من زار قبري [فقد أضاف الزيارة إلى القبر] إلا أن يكون هذا الحديث لم يبلغ مالكا أو لعلّه يقول: المحذور في قول غيره مع أن أبا عمر شذ فنقل عن مالك أنه قال: و أكره ما يقول الناس: زرت النبي- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- و أعظم ذلك أن يكون النبي- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- يزار.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 382
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست