responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 380

الباب الثاني في الدليل على مشروعية السفر و شد الرحل لزيارة سيدنا رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)-

استدل العلماء- رضي اللّه تعالى عنهم- على مشروعية زيارته و شد الرحل لذلك بالكتاب، و السّنّة، و الإجماع، و القياس.

أما الكتاب فقوله تعالى: وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً [النساء: 64] وجه الدلالة من هذه الآية مبني على شيئين:

أحدهما:

أن نبيّنا- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- حيّ كما يثبت ذلك في بابه.

الثاني:

أن أعمال أمته معروضة عليه كما يثبت ذلك في بابه.

فإذا عرف ذلك فوجه الاحتجاج بها حينئذ أن اللّه تعالى أخبر أنّ من ظلم نفسه ثم جاء رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- فاستغفر اللّه تعالى و استغفر له الرسول فإنه يجد اللّه توابا رحيما، و هذا عامّ في الأحوال و الأزمان للتعليق على الشّرط، و بعد تقرير أن نبيّنا- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- بعد موته عارف بمن يجي‌ء إليه سامع الصّلاة ممن يصلي عليه، و سلام من يسلم عليه، و يرد (عليه السلام) فهذه حالة الحياة، فإذا سأله العبد استغفر له، لأن هذه الحالة ثابتة له في الدنيا و الآخرة، فإنه شفيع المذنبين و موجبها في الدّارين الحياة و الإدراك مع النبوة، و هذه الأمور ثابتة له في البرزخ أيضا فتصحّ الدلالة حينئذ وفاء بمقتضى الشّرط.

و قد استدل الإمام مالك على ذلك بهذه الآية كما ذكرته في باب مشروعية التّوسّل به- (صلّى اللّه عليه و سلّم)-.

و حكى المصنّفون في المناسك من أرباب المذاهب عن أبي عبد الرحمن محمد بن عبيد الله بن عمرو بن معاوية بن عمرو بن عتبة بن أبي سفيان صخر بن حرب العتبي أحد أصحاب سفيان بن عيينة قال: دخلت المدينة فأتيت قبر النبيّ- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- فزرته و جلست بحذائه فجاء أعرابي فزاره ثم قال: يا خير الرّسل، إن اللّه تعالى أنزل عليك كتابا صادقا قال فيه:

وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً [النساء: 64] و إني جئتك مستغفرا من ذنبي مستشفعا بك إلى ربي ثم بكى و أنشد:

يا خير من دفنت بالقاع أعظمه‌* * * فطاب من طيبهنّ القاع و الأكم‌

نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه‌* * * فيه العفاف و فيه الجود و الكرم‌

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 380
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست