responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 365

رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)‌- من لم يوص لم يؤذن له في الكلام مع الموتى قيل: يا رسول اللّه، و هل نكلم الموتى؟ قال: «نعم».

قال السبكيّ: حياة الأنبياء و الشهداء في القبر كحياتهم في الدّنيا و يشهد له صلاة موسى في قبره، فإن الصلاة تستدعي جسدا جيّدا، و كذلك الصفات المذكورة في الأنبياء ليلة الإسراء كلّهم صفات الأجسام و لا يلزم من كونها حياة حقيقية أن تكون الأبدان معها كما كانت في الدّنيا من الاحتياج إلى الطعام و الشّراب، و أما الحركات كالعلم و السّماع فلا شكّ أن ذلك ثابت لهم و لسائر الموتى، و أما العقل، فلأن الحبس عن النطق في بعض الأوقات فيه نوع حصر و تعذيب، و لهذا عذب به تارك الوصيّة و النبي- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- منزّه عن ذلك، و لا يلحقه بعد وفاته حصر أصلا بوجه من الوجوه كما

قال لفاطمة- رضي اللّه تعالى عنها-: في مرض وفاته‌ «لا كرب على أبيك بعد اليوم»

و إذا كان الشهداء و سائر المؤمنين من أمته إلا من استثنى من المعذّبين لا يحصرون بالمنع من النّطق فكيف به- (صلّى اللّه عليه و سلّم)-.

فائدة:

لفظ: الحديث الذي سقناه لفظ البيهقي.

و لفظ: أبي داود «إلا ردّ اللّه عليّ».

قال الشيخ: و رواية البيهقي ألطف و أنسب، فإنّ بين التّعديتين فرقا لطيفا فإنّ رد يعدّى ب «على» في الإهانة و ب «إلى» في الإكرام.

قال في «الصّحاح»: ردّ عليه الشّي‌ء إذا لم يقبله، و كذا إذا خطأه و تقول: ردّه إلى منزله و ردّ إليه جوابا أي رجع.

و قال الراغب: من الأول قوله تعالى: يَرُدُّوكُمْ عَلى‌ أَعْقابِكُمْ‌ [آل عمران: 149] وَ نُرَدُّ عَلى‌ أَعْقابِنا [الأنعام: 71] و من الثاني: فَرَدَدْناهُ إِلى‌ أُمِّهِ‌ [القصص: 13] وَ لَئِنْ رُدِدْتُ إِلى‌ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْها مُنْقَلَباً [الكهف: 36]، ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى‌ عالِمِ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ [التوبة: 94] ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِ‌ [الأنعام: 62].

و ذكر الشيخ- (رحمه اللّه تعالى)- أجوبة كثيرا فليراجعها من أرادها من فتاويه.

قلت: و أقوى الأجوبة الأول و نكتته الثالث و الرابع.

الثالث: لا يقال: لو كان النبيّ- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- حيّا في قبره دائما لزم كونه محصورا في القبر أو مسجونا فيه لأنّا نقول: قد ورد أن المؤمن يفسح له في قبره كمدّ البصر فكيف بالنبي- (صلّى اللّه عليه و سلّم)-.

الرابع: إن قيل: فإذا كانوا أحياء قد أحياهم اللّه تعالى بعد موتهم فيلزم من ذلك أنهم‌

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 365
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست