عليّ رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- و العبّاس قاعد و الفضل محتضنه و عليّ يغسّله و عليه قميص، و أسامة يختلف [1].
و روى أيضا عن إبراهيم قال: غسل رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- العباس، و علي، و الفضل- و في لفظ- و العباس يسترهم [2].
و رواه عن ابن شهاب و زاد و صالح مولى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- [3].
و روى الإمام أحمد عن ابن عبّاس- رضي اللّه تعالى عنه- قال: اجتمع القوم لغسل رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- و ليس في البيت إلا أهله عمّه العباس بن عبد المطلب و عليّ بن أبي طالب و الفضل بن عباس و قثم بن عبّاس و أسامة بن زيد بن حارثة و صالح مولاه فلمّا اجتمعوا لغسله نادى مناد من وراء الناس و هو أوس بن خولي الأنصاري أحد بني عوف بن الخزرج و كان بدريّا على عليّ بن أبي طالب فقال: يا عليّ ننشدك اللّه و حظّنا من رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- فقال له عليّ: ادخل، فدخل فحضر غسل رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- و لم يل من غسله شيئا فأسنده عليّ إلى صدره، و عليه قميصه، و كان العباس، و الفضل و قثم يقلّبونه مع عليّ و كان أسامة بن زيد، و صالح مولاه يصبان الماء، و جعل عليّ يغسله و لم ير من رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- شيئا مما يرى من الميّت و هو يقول بأبي و أمّي ما أطيبك حيّا و ميتا حتّى إذا فرغوا من رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- و كان يغسّل بالماء و السّدر جفّفوه ثم صنع به ما يصنع بالميّت.
و روى ابن سعد و الحاكم في «الإكليل» عن هارون بن سعد قال: كان عند عليّ مسك فأوصى أن يحنّط به، و كان عليّ يقول: هو فضل حنوط رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)-
و روى ابن إسحاق عن عكرمة- (رحمه اللّه تعالى)- قال: لما قبض الله تعالى نبيّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- غسّله عليّ بن أبي طالب، و الفضل بن عباس و كان العبّاس يناولهم الماء من وراء السّتر ما يمنعني أن أغسّله إلا أنّا كنّا صبيانا نحمل الحجارة في المسجد.
تنبيهان:
الأول: قال الإمام مالك- (رحمه اللّه تعالى)- في موطئه رواية سعيد بن عفير: حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن عائشة- رضي اللّه تعالى عنها- أن رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- «غسّل في قميص».