responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 269

عليّ منك؟ قال: لا، قال اليهودي: أنشدك باللّه من أرسلك إلينا؟ قال اللهم رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- فقال اليهودي: اللّه إنك لتعلم أنّه رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- قال له عمرو: اللهم نعم، قال اليهودي: إن كان ما تقول حقا لقد مات اليوم، ثم بلغ عمرو وفاة رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)-.

و روى ابن سعد و أبو نعيم عن الحارث بن عبد الله الجهني قال: بعثني رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- إلى اليمن و لو أظن أنه يموت لم أفارقه فأتاني الحبر فقال إنّ محمّدا قد مات قلت له: متى؟ قال: اليوم فلو أن عندي سلاحا لقتلته، فلم أمكث إلا يسيرا حتى أتى كتاب من أبي بكر بذلك فدعوت الحبر فقلت: من أين تعلم ذلك؟ فقال: إنه نبي نجده في الكتاب أنه يموت يوم كذا و كذا، قلت: و كيف، يكون بعده؟ قال: تستدير رحاكم إلى خمس و ثلاثين سنة ما زاد يوما.

و روى ابن عساكر عن كعب الأحبار قال: خرجت أريد الإسلام فلقيت ذا قربات الحميري، فقال لي: أين تقصد فأخبرته فقال لي: لئن كان نبيا إنه الآن لتحت التراب، فخرجت فإذا أنا براكب فقال: مات محمد.

و روى ابن عساكر عن أبي ذؤيب خويلد و قيل: ابن الحارث الهذلي قال: بلغنا أن رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- عليل فاستشعرت حزنا، و بت بأطول ليلة لا ينجاب ديجورها، و لا يطلع نورها فظللت أقاسي طولها حتى إذا كان قرب السّحر أغفيت فهتف بي هاتف و هو يقول:

خطب أجلّ أناخ بالإسلام‌* * * بين النّخيل و معقد الآطام‌

قبض النّبيّ محمّد فعيوننا* * * تذري الدّموع عليه بالتّسجام‌

فوثبت من نومي فزعا فنظرت إلى السماء فلم أر إلا سعد الذّابح فتفاءلت به ذبحا يقع في العرب، و علمت أنّ رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- قد قبض و هو ميّت من علّته، فركبت ناقتي و سرت، فلما أصبحت طلبت شيئا أزجر به فعنّ شيهم- يعني القنفذ- و قد قبض على صل يعني الحية فهي تلتوي عليه و الشّيهم يقضمها حتى أكلها، فزجرت ذلك و قلت: الشيهم شي‌ء مهم و التواء الصّل التواء الناس عن الحق على القائم بعد رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- ثم أوّلت أكل الشيهم إياها غلبة القائم بعده على الأمر فحثثت ناقتي حتى إذا كنت بالغابة فزجرت الطائر، فأخبرني بوفاته و نعب غراب سانح، فنطق بمثل ذلك، فتعوذت باللّه من شر ما عنّ لي في طريقي، و قدمت المدينة و لها ضجيج بالبكاء كضجيج الحاج إذا أهلّوا بالإحرام فقلت: مه؟ فقالوا:

قبض رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- فجئت إلى المسجد فوجدته خاليا فأتيت بيت رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- فأصبت بابه مرتجا، و قيل: هو مسجّى و قد خلا به أهله.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 269
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست