الباب الثامن عشر في تحذيره- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- أن يتخذ قبره مسجدا
روى الشيخان عن عائشة- رضي اللّه تعالى عنها- و ابن سعد قال: لما نزل برسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتمّ كشفها عن وجهه، فقال و هو كذلك: «لعنة الله على اليهود و النّصارى اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد» قالت عائشة: يحذّر مثل ما صنعوا.
و روى البخاري عن عائشة- رضي اللّه تعالى عنها- قالت: قال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- في مرضه الذي لم يقم منه: «لعن الله اليهود [و النّصارى] [1] اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد».
قالت عائشة: لو لا ذلك لأبرز قبره خشي أن يتّخذ مسجدا.
و روى الطيالسي و الإمام أحمد عن أسامة بن زيد- رضي اللّه تعالى عنه- قالت: قال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)-: «أدخلوا عليّ أصحابي» فدخلوا عليه و هو متقنّع ببرد له معافر. فقال:
«لعن اللّه اليهود» زاد الإمام أحمد «و النّصارى، اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد».
و روى ابن أبي شيبة و الحارث و أبو يعلى عنه قال: دخلنا على رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- نعوده و هو مريض فوجدناه نائما قد غطّى وجهه ببرد عدنيّ فكشف عن وجهه ثم قال: لعن اللّه اليهود يحرّمون شحم الغنم و يأكلون أثمانها ...
الحديث.
و روى الحارث عن حذيفة- رضي اللّه تعالى عنه- قال: دخلت على رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- في مرضه الذي مات فيه فقال: «أجلسوني». فأجلسه [عليّ- رضي اللّه تعالى عنه-] [2] إلى صدره.