responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 21

جماع أبواب حكم من سبه أو انتقصه و كذا سائر الأنبياء- (صلوات اللّه و سلامه عليهم أجمعين)-

الباب الأول في ذكر فوائد كالمقدمة للأبواب الآتية

[قال القاضي أبو الفضل رضي اللّه عنه: قد تقدّم من الكتاب و السّنّة و إجماع الأمّة ما يجب من الحقوق للنبي (صلّى اللّه عليه و سلّم)، و ما يتعيّن له من برّ و توقير، و تعظيم و إكرام، و بحسب هذا حرّم اللّه تعالى أذاه في كتابه، و أجمعت الأمة على قتل متنقّصه من المسلمين و سابّه، قال اللّه تعالى:

إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً.

و قال تعالى: وَ الَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ‌.

و قال اللّه تعالى: وَ ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَ لا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً، إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً.

و قال تعالى في تحريم التعريض به: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا وَ قُولُوا انْظُرْنا وَ اسْمَعُوا وَ لِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ‌.

و ذلك أنّ اليهود كانوا يقولون: راعنا يا محمد، أي أرعنا سمعك، و اسمع منا، و يعرّضون بالكلمة، يريدون الرّعونة، فنهى اللّه المؤمنين عن التشبّه بهم، و قطع الذريعة بنهي المؤمنين عنها، لئلا يتوصّل بها الكافر و المنافق إلى سبّه و الاستهزاء به.

و قيل: بل لما فيها من مشاركة اللفظ، لأنها عند اليهود بمعنى اسمع لا سمعت.

و قيل: بل لما فيها من قلّة الأدب، و عدم توقير النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) و تعظيمه، لأنها في لغة الأنصار بمعنى: ارعنا نرعك، فنهوا عن ذلك، إذ مضمّنه أنهم لا يرعونه إلا برعايته لهم، و هو- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- واجب الرعاية بكل حال،

و هذا هو (صلّى اللّه عليه و سلّم) قد نهى عن التّكنّي بكنيته، فقال: تسمّوا باسمي، و لا تكنّوا بكنيتي، صيانة لنفسه، و حماية عن أذاه، إذ كان (صلّى اللّه عليه و سلّم) استجاب لرجل نادى:

يا أبا القاسم، فقال: لم أعنك، إنما دعوت هذا، فنهى حينئذ عن التكنّي بكنيته لئلا يتأذّى بإجابة دعوة غيره لمن لم يدعه،

و يجد بذلك المنافقون و المستهزئون ذريعة إلى أذاه و الإزراء به، فينادونه، فإذا التفت قالوا: إنما أردنا هذا- لسواه- تعنيتا له، و استخفافا بحقه على عادة المجان و المستهزئين، فحمى (صلّى اللّه عليه و سلّم) حمى أذاه بكل وجه، فحمل محقّقو العلماء نهيه عن هذا على مدة حياته، و أجازوه بعد وفاته لارتفاع العلّة.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست