responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 163

رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)-: «إذا أصاب أحدكم الحمى، فإنّ الحمّى قطعة من نار» و لفظ الطبراني:

«من نار جهنّم فليطفئها عنه بالماء» زاد الطبراني‌ «البارد فلينفع في نهر جار، و يستقبل جريته و يقول: بسم اللّه، اللّهمّ اشف عبدك، و صدّق رسولك» هذا بعد صلاة الصبح و قبل طلوع الشمس، و لينغمس فيه ثلث غمسات ثلاثة أيام، فإن لم يبرأ في ثلاث فخمس، فإن لم يبرأ فسبع، فإن لم يبرأ فتسع، فإنها لا تكاد تجاوز تسعا بإذن اللّه تعالى.

و روى النسائي و أبو يعلى و الحاكم و أبو نعيم و الضياء عن أنس- رضي اللّه تعالى عنه- قال: قال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)-: «إذا حمّ أحدكم فليسنّ عليه الماء البارد ثلاث ليال من السّحر».

قال الضياء و روى: «فليشن» أي بالمعجمة و لعلة تصحيف.

تنبيهات‌

الأول:

قوله- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- «فأبردوها بالماء» زاد في رواية «البارد»

قيل: المراد بغسله بالماء إن قيل: الإبراد و الإطفاء بحقن الحرارة إلى الباطن فتزيد الحمى و ربما يهلك؟ أجيب بأن المراد من ذلك الحمى الصفراوية، فإنّ أصحاب الصناعة الطبية يسلمون أن تبريد صاحبها أن يستقي بالماء البارد و يغسل أطرافه به، و قيل: المراد الرش بين البدن و الثوب، و قيل: المراد التصدق بالماء عن المريض ليشفه اللّه تعالى، لما رواه الإمام أحمد و غيره و أولى ما يحمل عليه كيفية تبريد الحمّى ما فعلته أسماء بنت الصديق- رضي اللّه تعالى عنها- فإنها كانت ترش على البدن المحموم شيئا من الماء بين يديه و ثوبه، فيكون ذلك من باب النّشرة المأذون فيها، و الصحابي و لا سيما مثل أسماء التي كانت ممن يلازم بيت النبي- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- أعلم بالمراد من غيرها.

الثاني: اختلف في نسبتها إلى جهنّم فقيل: حقيقة، و اللهب الحاصل في جسم المحموم قطعة من جهنم، و قدر اللّه ظهورها بأسباب تقتضيها ليعتبر العباد بذلك، كما أن أنواع الفرح و اللذة من نعيم الجنة، أظهرها في هذه الدار عبرة و دلالة، و قيل: بل الخبر ورد مورده التشبيه و المعنى أن حر الحمى شبيه بحر جهنم، تنبيها للنفوس على شدة حر النار، و أن هذه الحرارة الشديدة شبيهة بفيحها، و هو ما يصيب من قرب منها من حرّها.

الثالث: قال ابن القيم: قوله «بالماء» فيه قولان:

أحدهما: أنه كل ماء و هو الصحيح.

الثاني: أنه ماء زمزم.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 163
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست