responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 16

الباب السادس في الحكمة في إجراء الأمراض و شدتها عليه و كذا سائر الأنبياء- (صلوات اللّه و سلامه عليهم أجمعين)-

قال القاضي: [فإن قيل: فما الحكمة في إجراء الأمراض و شدّتها عليه و على غيره من الأنبياء على جميعهم السلام؟ و ما الوجه فيما ابتلاهم اللّه به من البلاء، و امتحانهم بما امتحنوا به، كأيوب، و يعقوب، و دانيال، و يحيى، و زكريا، و عيسى، و إبراهيم، و يوسف، و غيرهم.

(صلوات اللّه عليهم)، و هم خيرته من خلقه و أحبّاؤه و أصفياؤه.

فاعلم- وفّقنا اللّه و إياك- أنّ أفعال اللّه تعالى كلّها عدل، و كلماته جميعها صدق، لا مبدّل لكلماته، يبتلي عباده كما قال تعالى لهم‌ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ‌. و لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا- وَ لِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا- وَ لَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَ يَعْلَمَ الصَّابِرِينَ‌. وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَ الصَّابِرِينَ وَ نَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ‌.

فامتحانه إياهم بضروب المحن زيادة في مكانتهم، و رفعة في درجاتهم، و أسباب لاستخراج حالات الصبر و الرضا، و الشكر و التسليم، و التوكّل، و التفويض، و الدعاء، و التضرّع منهم، و تأكيد لبصائرهم في رحمة الممتحنين، و الشفقة على المبتلين، و تذكرة لغيرهم، و موعظة لسواهم ليتأسّوا في البلاء بهم، فيتسلّوا في المحن بما جرى عليهم، و يقتدوا بهم في الصّبر، و محو لهنات فرطت منهم، أو غفلات سلفت لهم، ليلقوا اللّه طيّبين مهذّبين، و ليكون أجرهم أكمل، و ثوابهم أوفر و أجزل.

حدثنا القاضي أبو عليّ الحافظ، حدثنا أبو الحسين الصّيرفيّ و أبو الفضل بن خيرون، قالا: حدثنا أبو يعلى البغداديّ، حدثنا أبو علي السّنجي، حدثنا محمد بن محبوب، حدثنا أبو عيسى التّرمذي، حدثنا قتيبة، حدثنا حمّاد بن زيد، عن عاصم بن بهدلة، عن مصعب بن سعد، عن أبيه، قال: قلت: يا رسول اللّه، أيّ الناس أشدّ بلاء؟ قال: الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرّجل على حسب دينه، فلما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض و ما عليه خطيئة.

و كما قال تعالى: وَ كَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ ما ضَعُفُوا وَ مَا اسْتَكانُوا وَ اللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ. وَ ما كانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا: رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ إِسْرافَنا فِي أَمْرِنا وَ ثَبِّتْ أَقْدامَنا وَ انْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ. فَآتاهُمُ اللَّهُ ثَوابَ الدُّنْيا وَ حُسْنَ ثَوابِ الْآخِرَةِ وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ‌.

و عن أبي هريرة: ما يزال البلاء بالمؤمن [و المؤمنة] في نفسه و ولده و ماله حتى يلقى اللّه و ما عليه خطيئة.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 16
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست