الباب الثاني و العشرون في سيرته- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- في الإسهال و القيء
روى الطبراني في الكبير عن أم سلمة- رضي اللّه تعالى عنها- قالت: دخلت على رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- فقال: «ما لي أراك مرتثة؟» فقلت: شربت دواء أستمشي به قال: «و ما هو»؟
قلت: السرم قال: «ما لك و للسّرم فإنّه حارّ نار و عليكم بالسّناء و السنوت فإن فيهما دواء من كل شيء إلا السّام» [1].
و روى البخاري في تاريخه الكبير و الترمذي و ابن ماجة عن أسماء بنت عميس قالت:
قال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)-: «بما ذا كنت تستمشين»؟ قالت: بالشّبرم قال: «حار حار» ثم استمشيت بالسنى فقال النبي- (صلّى اللّه عليه و سلّم)-: «لو أن شيئا فيه شفاء من الموت لكان في السّنى».
و روى ابن ماجة و الحاكم في الكنى و ابن مندة و قال: غريب و الطبراني في الكبير و ابن السني و أبو نعيم في الطب و البيهقي و ابن عساكر عن عبد الله ابن أم حرام قال: سمعت رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- يقول: «عليكم بالسّنى و السّنوات فإن فيهما شفاء من كلّ داء إلا السّام» قيل: يا رسول اللّه و ما السّام؟ قال: «الموت» [2].
و روى أبو نعيم عن أبي هريرة- رضي اللّه تعالى عنه- أن رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- قال: «عليكم بالسنى، فإن اللّه تعالى جعل فيه شفاء من كل داء».
تنبيه في بيان غريب ما سبق:
«الشّبرم» قشر عروق شجرة و هو حار يابس، و هو في الدرجة الرابعة، و هو من الأدوية التي منع الأطباء من استعمالها لخطرها و فرط إسهالها، السنا:
نبت حجازي أفضله المكي، و هو دواء شريف مأمون الغائلة، قريب من الاعتدال، حارّ يابس في الدرجة الأولى، يسهّل الصّفراء و السّوداء، و يقوي جرم القلب، و هذه فضيلة شريفة فيه و خاصيته النفع من الوسواس السوداوي.
قال الرازي: السناء و الشاهترج يسهلان الأخلاط المحترقة، و ينفعان من الجرب و الحكة، قال: و الشّربة من كل واحد منهما من أربعة دراهم إلى سبعة.
السنوت: قيل هو العسل، و قيل هو ربّ عكة السمن يخرج خططا سوداء على السمن، و قيل: حبّ يشبه الكمون و ليس به، و قيل: هو الكمون الكرماني، و قيل: إنه الرازيانج، و قيل:
[1] ذكره الهيثمي في المجمع 5/ 93 و قال: رواه الطبراني من طريق وكيع بن أبي عبيدة عن أبيه عن أمه و لم أعرفهم.