responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 11  صفحه : 493

الثاني: أنهم رسل اللّه تعالى بقوله تعالى‌ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا [فاطر 1] و الرسول معصوم لقوله تعالى‌ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ‌ و هو بناء على أن الكل رسل، و قد تقدم الكلام فيه، و على أن قوله تعالى‌ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ‌ من أدلة العصمة غير الأنبياء و لمانع أن يمنع ذلك.

قال القاضي- (رحمه اللّه تعالى)-: و ذهبت طائفة إلى أن هذا خصوص للمرسلين منهم و المقربين. و احتجوا بأشياء ذكرها أهل الأخبار و التفاسير نحن نذكرها إن شاء اللّه تعالى بعد، و نبين الوجه فيها إن شاء اللّه تعالى، و الصواب عصمة جميعهم و تنزيه جانبهم الرفيع عن جميع ما يحط من رتبتهم و منزلتهم عن جليل مقدارهم، و احتج من لم يوجب عصمة الملائكة جميعهم بأمور.

أحدهما: قصة هاروت و ماروت، و هي قصة مشهورة، و خلاصتها أن هاروت و ماروت كانا ملكين، و عجبا من عصيان بني آدم، و قالا: لو ركبت فينا شهوة بني آدم لما عصينا، فأنزلهما اللّه تعالى إلى الأرض، و ركب فيهما الشهوة و قيض اللّه لهما الزهرة- و كانت من أجمل نساء وقتها- و أعجبتهما، و حملتها على السجود للصنم و قتل النفس و شرب الخمر، و تعلمت منهما الاسم الأعظم و صعدت به إلى السماء، فمسخت إما كوكبا، و إما سحابا، و إنهما استشفعا بإدريس، فخيرهما اللّه تعالى بين عذاب الدنيا و عذاب الآخرة، فاختارا عذاب الدنيا، فلبسا الحديد و مكثا في بيوتهما ببابل، بينهما و بين الماء أربعة أصابع، و يوجد في هذه القصة زيادة و نقصان و اختلاف كثير.

قال الشيخ كمال الدين: و أئمة النقل لم يصححوا هذه القصة، و لا أثبتوا روايتها عن علي و ابن عباس- رضي اللّه تعالى عنهما- قال القاضي (رحمه اللّه تعالى): إن هذه الأخبار لم يرو منها شي‌ء لا صحيح و لا سقيم عن النبي- (صلّى اللّه عليه و سلّم)-، قال و هذه الأخبار من كتب اليهود و افترائهم.

فإن قيل: ففي كتاب اللّه تعالى‌ وَ ما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ هارُوتَ وَ مارُوتَ وَ ما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما ما يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَ زَوْجِهِ‌ [البقرة: 102].

قلت: للناس في ذلك أقوال كثيرة، و المحققون ذهبوا في معناها إلى غير ما ذكر أولا في قصة هاروت و ماروت، و قالوا في الآية قراءتان في (ملكين) إحداهما بكسر اللام و هي شاذة، و المشهورة بفتح اللام، و لكن ذكروا في تأويل ذلك أن اللّه تعالى كان قد امتحن الناس بالملكين، فإن السحر كان قد ظهر، و ظهر قول أهله، فأنزل اللّه تعالى ملكين يعلمان الناس‌

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 11  صفحه : 493
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست