منهم أسامة بن زيد بن شرحبيل الكلبي أبو زيد أو أبو محمد و أبو حارثة حبّ رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- و ابن حبّه، و ابن مولاه، و ابن حاضنته.
و مولاته أمّ أيمن- رضي اللّه تعالى عنها- أمّره رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- على جيش عظيم فيهم أبو بكر و عمر، و كان عمره يومئذ عشرين سنة، و قيل: ثماني عشرة سنة، و قيل: سبع عشرة سنة، فلم يزل حتى مات رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- و لمّا توفّي أبو بكر فأغار على ناحية البلقان قد شهد مع أبيه مؤتة و سكن المرة من أرض دمشق مدّة ثم تحوّل إلى [.....] و كان عمر- رضي اللّه تعالى عنه- إذا رآه، قال: السّلام عليك أيّها الأمير فيقول: غفر اللّه لك يا أمير المؤمنين! تقول لي هذا، فكان يقول: لا أراك إلا أدعوك الأمير ما عشت و مات- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- و أنت عليّ أمير.
روى الطبرانيّ برجال الصحيح عن الزّهريّ- (رحمه اللّه تعالى)- قال: كان أسامة بن زيد يدعى الأمير حتى مات، يقولون: بعثه رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- ثمّ لم ينزعه حتى مات و فرض له عمر ثلاثة آلاف و خمسمائة، و فرض لابنه ثلاثة آلاف فقال عبد الله لأبيه عمر: لم فضّلته عليّ؟
فو اللّه ما سبقني إلى مشهد، قال: لأنّ أباه زيدا كان أحبّ إلى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- من أبيك، و هو أحبّ إلى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- منك، فآثرت حبّ رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- على حبّي. رواه الترمذي.
و كان نقش خاتمه: أسامة حبّ رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- رواه الطبراني برجال الصحيح عن أبي بكر بن شعيب عن أشياخه.
روي له عن رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- مائة حديث و ثمانية أحاديث اتفق الشيخان منها على خمسة عشر، و انفرد البخاري بحديثين، و مسلم بحديثين.
و مات- رضي اللّه تعالى عنه- بوادي القرى، و قيل: بالمدينة سنة أربع و خمسين، و هو ابن خمس و خمسين، و قيل: ستّ و أربعين. و الأول أصحّ، و تكلّم جماعة من أشراف الصحابة في إمرته عليهم،
فروى أبو يعلى برجال الصّحيح عن ابن عمر- رضي اللّه تعالى عنهما- قال: لمّا استعمل رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- أسامة بن زيد، قال الناس فيه: فبلغ رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- ذلك، أو شيء من ذلك، فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)-: قد بلغني ما قلتم في أسامة، و لقد قلتم ذلك في أبيه قبله، و إنه لخليق للإمارة، و إنه لخليق للإمارة و إنه لخليق للإمارة، و إنه لأحبّ الناس إليّ، قال: فما استثنى فاطمة و لا غيرها، و في رواية- و إنّه لأحبّ الناس إلى كلّهم. و كان ابن عمر يقول: حاشا فاطمة.