الباب الثاني في ذكر المفتين من الصّحابة- رضي اللّه تعالى عنهم- في أيامه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)-
روى عن ابن عمر- رضي اللّه تعالى عنهما- أنّه سئل: من كان يفتي الناس في زمن رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)-؟ قال: أبو بكر و عمر.
و روى أيضا عن القاسم بن محمد- (رحمه اللّه تعالى)- قال: كان أبو بكر و عمر و عثمان و عليّ- رضي اللّه تعالى عنهم- يفتون على عهد رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)-.
و روي أيضا عن كعب بن مالك- رضي اللّه تعالى عنه- قال: كان معاذ بن جبل يفتي النّاس في حياة رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)-.
و روى أيضا عن علي بن عبد الله بن دينار الأسلمي قال: كان عبد الرحمن بن عوف ممّن يفتي في عهد رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)-.
و روي عن سهل بن أبي خيثمة قال: كان الذين يفتون على عهد رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- ثلاثة من المهاجرين، و ثلاثة من الأنصار، و عمر و عثمان و عليّ و أبيّ بن كعب، و معاذ بن جبل، و زيد بن ثابت، و قد تحصّل من هذه الآثار ثمانية و كانوا يفتون و النبيّ- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- حيّ جمعهم شيخنا- (رحمه اللّه تعالى)- في بيتين فقال:
و قد كان في عصر النّبيّ جماعة* * * يقومون بالإفتاء قومة قانت
فأربعة أهل الخلافة معهم* * * معاذ و أبيّ و ابن عوف و ابن ثابت
تنبيه:
قال السّيّد النّسّاب في شرحه لمنظومة ابن العماد في الأنكحة، قال ابن الجوزي في المدهش: إن الذين كانوا يفتون على عهد رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- عشرة: أبو بكر، و عمر، و عثمان، و عليّ، و عبد الرحمن بن عوف، و معاذ بن جبل، و عمار بن ياسر و حذيفة بن اليمان، و زيد بن ثابت، و أبو الدّرداء، و أبو موسى الأشعري، فيحصّل من كلامهما اثنا عشر اتّفقا على سبعة و انفرد الشّيخ بأبيّ، و ابن الجوزي بحذيفة و عمّار و أبي الدّرداء و أبي موسى الأشعري- رضي اللّه تعالى عنهم- و قد نظم جميع ذلك صاحبنا وليّ اللّه تعالى- شمس الدّين بن عبد اللّه محمد ابن وليّ اللّه الشيخ العلامة شهاب الدين بن الشّلبي الحنفي فقال: متمما لنظمه:
حذيفة أبو موسى إلى أشعر أنتما* * * و عمّار أبو الدّردا حبوا بالسّعادة