responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 11  صفحه : 278

الرّجلين، فقم إليّ يا عليّ، فقام إليه فوقف تحت المنبر فأخذ عبد الرحمن بيده، فقال: هل أنت مبايعي على كتاب اللّه و سنّة نبيه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- و فعل أبي بكر و عمر؟ فقال: اللّهمّ لا، و لكن على جهدي من ذلك و طاقتي، فأرسل يده، و قال: قم يا عثمان، فقال: هل أنت مبايعي على كتاب اللّه و سنة رسوله- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- و فعل أبي بكر و عمر؟ قال: اللهم نعم، قال: فرفع رأسه إلى سقف المسجد و يده في يد عثمان فقال: اللهم اسمع و اشهد، اللّهم اسمع و اشهد، اللهم اسمع و اشهد، اللهم إنّي قد جعلت ما في رقبتي من ذلك في رقبة عثمان، و ازدحم النّاس يبايعون عثمان و بايعه عليّ بن أبي طالب أوّلا، و يقال آخرا، هذا الذي يجب الاعتماد إليه، و أمّا ما هو مسطور في كتب المؤرّخين و أرباب السّير فلا يعرّج عليه، ثم إنّ عثمان- رضي اللّه تعالى عنه- لما بويع رقى إلى منبر النّبيّ- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- بعد العصر أو قبل الزّوال يومئذ و عبد الرحمن جالس في رأس المنبر، فحمد اللّه و أثنى عليه، و صلّى على رسوله- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- و قال: أيها الناس: إنكم في بقيّة آجالكم، فبادروا آجالكم بخير ما تقدرون عليه، و لا تغرّنّكم الحياة الدّنيا، و لا يغرّنّكم باللّه الغرور، و اعتبروا بمن مضى من القرون و انقضى ثم جدّوا و لا تغفلوا أين أبناء الدنيا و إخوانها؟

أين الذين شيّدوها و عمّروها و تمتّعوا بها طويلا؟ ألم تلفظهم؟ ارموا بالدنيا حيث رمى اللّه عز وجل، و اطلبوا الآخرة حيث رغب اللّه- عز و جلّ- فيها، فإن اللّه- سبحانه و تعالى- قد ضرب لكلّ مثلا، فقال سبحانه و تعالى: وَ اضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّياحُ وَ كانَ اللَّهُ عَلى‌ كُلِّ شَيْ‌ءٍ مُقْتَدِراً [الكهف 45].

و في لفظ: لمّا بويع له خرج إلى النّاس فخطبهم، فحمد اللّه و أثنى عليه، ثم قال: أيّها النّاس، اتّقوا اللّه، فإن تقوى اللّه غنم، و إنّ أكيس النّاس من دان نفسه و عمل لما بعد الموت، و في خطبة أخرى: قال ابن آدم اعلم أن ملك الموت الذي و كلّ بك لم يزل يخلفك و يتخطّاك إلى غيرك منذ أتيت في الدّنيا، و كأنّه قد تخطى غيرك إليك و قصدك فخذ حذرك و استعدّ له و لا تغفل، فإنه لا يغفل عنك، و اعلم أنك إن غفلت عن نفسك و لم تستعد فلا بد من لقاء اللّه، فخذ لنفسك و لا تكلها إلى غيرك، و السّلام.

و في أخرى: إن اللّه أعطاكم الدّنيا لتطلبوا بها الآخرة، و لم يعطيكموها لتركنوا إليها، إن الدنيا تفنى و الآخرة تبقى، فلا تشتغلوا بالفانية عن الباقية و آثروا ما يبقى على ما يفنى، فإنّ الدنيا منقطعة، و إن المصير إلى اللّه، و اتّقوا اللّه فإنّ تقواه جنّة من عذابه و وسيلة عنده، و اذكروا نعمة اللّه عليكم إذ كنتم أعداء، فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا.

الثالث: في استحياء النّبيّ- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- منه.

روى الإمام أحمد عن يحيى بن سعيد بن العاص أخبره أنّ عائشة- رضي اللّه تعالى‌

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 11  صفحه : 278
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست