responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 11  صفحه : 188

«ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول: ما أمر اللّه تبارك و تعالى [إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ‌. اللهم أجرني في مصيبتي و أخلف لي خيرا منها إلا أخلف اللّه له خيرا منها]

[1].

و روى أحمد بن منيع و أبو يعلى برجال ثقات عن عمرو بن أبي سلمة [2]، و الإمام الشافعي- (رحمه اللّه تعالى) و رضي عنه- و الإمام أحمد و مسلم و ابن أبي خيثمة عن أم سلمة و الحارث من طريق آخر عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام- رضي اللّه تعالى عنهم- أن أبا سلمة جاء إلى أم سلمة- رضي اللّه تعالى عنها- فقالت: سمعت من رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- شيئا هو أعجب إليّ من كذا و كذا، لا أدري ما أعدل به، سمعت رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- يقول: لا يصيب أحدا مصيبة فيسترجع عند ذلك، ثم يقول: اللهم عندك أحتسب مصيبتي فأجرني فيها و أبدلني بها خيرا منها،

فلما مات أبو سلمة قلتها و أبدلني خيرا منها: أقول: و من خير من أبي سلمة، فلم أزل حتى قلتها، فلما انقضت عدّتها أرسل أبو بكر يخطبها فأبت، فأرسل إليها عمر يخطبها فأبت، قالت: فأرسل إليها رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- يخطبها، فقالت: مرحبا برسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- إن في خلالي ثلاثا أخافهنّ على رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- إني امرأة شديدة الغيرة و إني امرأة مصبية يعني: لها صبيان، و في رواية: إني ذات عيال، و إني امرأة ليس هاهنا أحد من أوليائي شاهد يزوّجني، و في حديث أبي بكر بن عبد الرحمن، فقالت: ما مثلي ينكح، أمّا أنا، فلا ولد فيّ، و أنا غيور، و ذات عيال فسمع عمر بما ردّت به على رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم) فغضب لرسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- أشدّ ما غضب لنفسه حين ردته فلقيها فقال: أنت التي تردين رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- قالت: يا ابن الخطاب إن فيّ كذا و كذا،

فأقبل رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- إليها فقال: أما ما ذكرت أنك غيرى فسأدعو اللّه- عز و جل- يذهب غيرتك و أما ما ذكرت أنك مصيبة فإن اللّه سيكفيك صبيانك، و في رواية: و أما العيال فإلى اللّه و رسوله و أما أنه ليس ههنا أحد من أوليائك يزوجك فإنه ليس أحد شاهد و لا غائب من أوليائك يكرهني، و في حديث أبي بكر في لفظ: «فإنه ليس أحد منهم شاهد و لا حاضر يسترضاني و أنا أكبر منه فقالت لابنها عمر: زوجني رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- قال: فزوجه إياها فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- أما إني لم أنقصك مما أعطيت أختك فلانة،

قال ثابت لابن أم سلمة: ما كان أعطى فلانة؟ قال: أعطاها درهمين تجعل منهما صاحبتها و رحلتين و وسادة حشوها ليف ثم انصرف عنها ثم أتاها الثانية و هي ترضع زينب فلما رأته مقبلا جعلت الصبية في حجرها.

فسلم ثم رجع فأتاها أيضا الثالثة فلما رأته جعلت الصبية في حجرها قالت: و كان‌


[1] أخرجه مسلم 2/ 631 (3- 918)

[2] أخرجه أبو داود (3119) و أحمد 4/ 27

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 11  صفحه : 188
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست