قال أبو عمر- (رحمه اللّه تعالى)-: كان عبد اللّه- رضي اللّه تعالى عنه- جوادا، ظريفا، حليما، عفيفا، سخيا، يسمى بحر الجود، يقال: إنه لم يكن في الإسلام أسخى منه، و كانوا يقولون: أجواد العرب في الإسلام عشرة. فأجواد الحجاز عبد اللّه بن جعفر، و عبد اللّه بن عباس، و سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص، و أجواد أهل الكوفة عتاب بن ورقاء، و أحمد بن رياح بن يربوع، و أسماء بنت خارجة بن حصين الفزاري و عكرمة بن ربعي الفياض أحد بني تيم اللّه بن ثعلبة، و أجواد أهل البصرة عمر بن عبد اللّه بن معمر و طلحة بن عبيد اللّه بن خلف الخزاعي أحد بني مليح و هو طلحة الطلحات، و عبد اللّه بن أبي بكر، و أجواد أهل الشام خالد بن عبد اللّه بن أسيد، قلت: ليس في هؤلاء كلهم أجود من عبد اللّه بن جعفر- رضي اللّه تعالى عنهم- و لم يكن مسلم يبلع مبلغه في الجود، و عوتب عبد اللّه بن جعفر- رضي اللّه تعالى عنه- في ذلك فقال: إن اللّه- عز و جل- عودني عادة، و عودت الناس عادة، فأنا أخاف إن قطعتها قطعت عني.
السادس: في شبهه برسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم)
روى أبو القاسم البغوي عن عبد اللّه بن جعفر- رضي اللّه تعالى عنه- قال: إن النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) لما مات جعفر دعا الحالق فحلق رؤوسنا، و قال (صلّى اللّه عليه و سلّم): «أما محمد فيشبه عمنا أبا طالب، و أما عبد اللّه فيشبه خلقي و خلقي ثم أخذ بيدي و قال: اللهم اخلف جعفرا في أهله، و بارك لعبد اللّه في صفقة يمينه» ثلاث مرات، فجاءت أمنا أسماء تذكر ميتها فقال (صلّى اللّه عليه و سلّم): «العيلة تكافئين عليها و أنا وليهم في الدنيا و الآخرة».