الباب الحادي عشر في إخباره (صلّى اللّه عليه و سلّم) بخلفائه الأربعة رضي اللّه تعالى عنهم
روى أبو يعلى و الحارث بن أبي أسامة و الحاكم و صحّحه و البيهقي و أبو نعيم عن سفينة رضي اللّه عنه قال: لما بنى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) المسجد، جاء أبو بكر بحجر فوضعه، ثم جاء عمر بحجر فوضعه، ثم جاء عثمان بحجر فوضعه، فقال النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم): «هؤلاء ولاة الأمر من بعدي».
و روى أبو يعلى، و الحاكم، و أبو نعيم عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: أوّل حجر حمله النّبيّ (صلّى اللّه عليه و سلّم) لبناء المسجد، ثم حمل أبو بكر حجرا، ثم حمل عمر حجرا، ثم حمل عثمان حجرا، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): «هؤلاء الخلفاء بعدي».
و روى أبو نعيم عن قطبة بن مالك قال: مررت برسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) و معه أبو بكر و عمر و عثمان، و هو يؤسّس مسجد قباء، فقلت: يا رسول اللّه تبني هذا البناء، و إنّما معك هؤلاء الثلاثة، قال: «إنّ هؤلاء أولياء الخلافة بعدي».
و روى الحاكم و صحّحه و البيهقي عن جابر رضي اللّه عنه أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قال: «أرى الليلة (رجلا صالحا) أن أبا بكر نيط برسول اللّه، و نيط عمر بأبي بكر، و نيط عثمان بعمر»، قال جابر: فلما قمنا من عند رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قلنا: الرجل الصالح النّبيّ (صلّى اللّه عليه و سلّم)، و أمّا ما ذكر من نوط بعضهم بعض، فهم ولاة هذا الأمر الذي بعث اللّه تعالى به نبيّه.
و روى ابن ماجة و الحاكم عن حذيفة رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): «اقتدوا باللذين من بعدي أبو بكر و عمر»
و روى الحاكم مثله من حديث ابن مسعود.
و روى الشيخان عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: سمعت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) يقول: «بينما أنا نائم رأيتني على قليب عليها دلو، فنزعت منها ما شاء اللّه ثم أخذها أبو بكر، فنزع منها ذنوبا أو ذنوبين، و في نزعه ضعف، و اللّه يغفر له، ثم استحالت غربا فأخذها ابن الخطاب فلم أر عبقريا من الناس ينزع نزعه، حتى ضرب الناس بعطن» و أخرجاه أيضا من حديث ابن عمر رضي اللّه عنهما
قال الشافعي (رحمه اللّه تعالى): رؤيا الأنبياء وحي، و الضّعف المذكور قصر مدّة أبي بكر و عجلة موته.
و روى الطبراني و أبو نعيم عن جابر بن سمرة رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) لعليّ: «إنك مؤمّر مستخلف، و إنّك مقتول، و إن هذه مخضوبة من هذه، يعني لحيته من رأسه».
و روى الحاكم عن ثور بن مجزاه قال: مررت بطلحة يوم الجمل، في آخر رمق، فقال