responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 453

و ردّه إلى حدّ يميل به إلى ما يستبين فيه المأمور به من التعزيز و التوقير، و لم يتناول النهي أيضا رفع الصوت الذي يتأذّى به رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) و هو ما كان منهم في حرب أو مجادلة معاند أو إرهاب عدوّ أو ما أشبه ذلك.

تنبيه:

قال القاضي أبو بكر بن العربي: حرمة النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) ميتا كحرمته حيّا، و كلامه المأثور بعد موته في الرفعة مثال كلامه المسموع من لفظه، فإذا قرئ كلامه وجب على كل حاضر ألا يرفع صوته عليه، و لا يعرض عنه كما كان يلزمه، ذلك في مجلسه عند تلفظه به و قد نبّه اللّه تعالى على دوام الحرمة المذكورة على مرور الأزمنة بقوله تعالى‌ وَ إِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَ أَنْصِتُوا [الأعراف/ 204] و كلام النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) من الوحي و له من الحكمة مثل ما للقرآن إلا معاني مستثناة، ببيانها في كتب الفقه فإذا كان رفع الصوت فوق صوته يحبط العمل فما الظن برفع الأمراء و نقائح الأفكار على سننه و ما جاء به.

السادسة:

و بأن أصحابه إذا كانوا معه على أمر جامع كخطبة و جهاد و رباط لم يذهب أحد منهم في حاجة حتى يستأذنوه أي لم يذهب أحد في حاجة حتى يستأذنه.

كما قال اللّه تعالى‌ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ إِذا كانُوا مَعَهُ عَلى‌ أَمْرٍ جامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ‌ [النور/ 62] فإذا كان هذا مذهبا مقيدا، أرضا فيه لحاجة لم يوسع لهم فيه إلا بإذنه فكيف بمذهب مطلق في تفاصيل الدين، أصوله و فروعه دقيقه و جليله هل يشرع الذهاب إليه بدون استئذان‌ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ‌ [النحل/ 43].

السابعة:

و بتحريم ندائه من وراء الحجرات كما قال اللّه تعالى‌ إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ‌ [الحجرات 4].

وجه الاستدلال أن اللّه تعالى وصف فاعل ذلك بعدم العقل أي عقل الأحكام الشرعية فدل على أن من الأحكام الشرعية أن لا يناديه من وراء الحجرات.

الثامنة:

و بتحريم ندائه باسمه مثل يا محمد يا أحمد، و لكن ينادى يا نبي اللّه، يا رسول اللّه، يا خيرة اللّه و نحو ذلك قال اللّه تعالى‌ لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً [النور/ 63].

قال سعيد بن جبير و مجاهد بلغني قولوا يا رسول اللّه في رفق و لين، و لا تقولوا يا محمد بتهجم.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 453
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست