responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 380

الباب الثالث فيما اختص به نبينا- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- عن الأنبياء في ذاته في الآخرة- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- و فيه مسائل:

الأولى:

اختصّ (صلّى اللّه عليه و سلّم) بأنّه أوّل من تنشقّ عنه الأرض.

روى مسلم عن أبي هريرة- رضي اللّه تعالى عنه- قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): «أنا سيّد ولد آدم و أوّل من تنشقّ عنه الأرض، و أوّل شافع و أوّل مشفع».

و روى الدّارميّ و التّرمذيّ و حسّنه عن أنس- رضي اللّه تعالى عنه- قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): «أنا أوّل من تنشقّ عنه الأرض يوم القيامة فأنفض التّراب عن رأسي، فآتي قائمة من قوائم العرش فأجد موسى قائما عندها فلا أدري أنفض التّراب عن رأسه، أو كان ممن استثنى اللّه».

قوله «أنفض التّراب» قال الحافظ: يحتمل أن تجويز المعيّة في الخروج من القبر، أو هي كناية عن الخروج من القبر و ساق لذلك مزيد بيان في المسألة الّتي بعدها.

الثانية:

و بأنّه أوّل من يفيق من الصّعقة

روى البخاري من طرق عن أبي هريرة- رضي اللّه تعالى عنه- قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): «ينفخ في الصّور فيصعق النّاس، فأصعق معهم، ثم ينفخ فيه أخرى فأكون أوّل من بعث اللّه»، و في لفظ: «من يفيق فإذا موسى باطش بجانب العرش، فلا أدري أ كان فيمن صعق فأفاق قبلي، أو كان ممّن استثني و حوسب بصعقة النّار».

تنبيهان:

الأول: استشكل الجزم بكونه (صلّى اللّه عليه و سلّم) أول من تنشقّ عنه الأرض، و أوّل من يفيق مع التّردّد من خروج موسى قبله، و إقامته قبله.

و أجيب بأن النفخة الأولى يعقبها الصعق في جميع الخلائق أحيائهم و أمواتهم، و هو الفزع كما وقع في سورة النمل‌ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ‌ [النمل/ 87] ثم يعقب ذلك الفزع للموتى زيادة لما هم فيه و للأحياء موتا ثم ينفخ الثانية للبعث فيفيقون أجمعين، فمن كان مقبورا انشقّت عنه الأرض فخرج من قبره و من ليس بمقبور لا يحتاج إلى ذلك. و سيأتي لهذا مزيد بيان في التنبيه الثاني.

الثاني: قال سلطان العلماء أبو محمد العز بن عبد السلام ما وجه هذا التّردّد مع صحّة خبر أنّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) مرّ بموسى ليلة أسري به قائما يصلّي في قبره عند الكثيب الأحمر، و أخبر أيضا

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 380
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست