responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 308

الحادية و التسعون.

و بتولّي اللّه سبحانه تعالى الرّدّ على أعدائه عنه (صلّى اللّه عليه و سلّم) بخلاف من تقدمه من الأنبياء، كانوا يدافعون عن أنفسهم و يردّون على أعدائهم لقول نوح: يا قَوْمِ، لَيْسَ بِي ضَلالَةٌ [الأعراف 61] و قول هود: يا قَوْمِ، لَيْسَ بِي سَفاهَةٌ [الأعراف 67] و أشباه ذلك و نبيّنا (صلّى اللّه عليه و سلّم) تولّى اللّه سبحانه و تعالى تبرئته عما نسب إليه أعداؤه و ردّ عليهم بنفسه. فأجاب حين قالوا: «مجنون»: ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ‌ [القلم 2] و أجاب عنه تعالى حين قالوا: «هو شاعر» فقال: وَ ما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَ ما يَنْبَغِي لَهُ‌ [يس 69] فنفى اللّه تبارك و تعالى عنه الشّعر بسائر الأوزان.

و أجاب سبحانه و تعالى عنه حين قالوا: «افترى القرآن»، فقال عز و جل: وَ ما كانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرى‌ مِنْ دُونِ اللَّهِ‌ [يونس 37].

الافتراء: الكذب.

و أجاب تبارك و تعالى اسمه عنه حين قالوا: إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ فقال عز و جل: لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَ هذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ‌ [النحل 103] و أجاب تقدس اسمه عنه حين قال العاص بن وائل، إنه أبتر، فقال سبحانه و تعالى: إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ [الكوثر 3].

الثانية و التسعون.

و بمخاطبته سبحانه و تعالى له بألطف ما خاطب به الأنبياء، فإن اللّه تعالى قال لداود ع: وَ لا تَتَّبِعِ الْهَوى‌ فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ‌ [ص 26] و قال عن نبينا (صلّى اللّه عليه و سلّم): وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى‌ [النجم 3]، تنزيها له عن ذلك بعد الإقسام عليه، و قال عن موسى:

فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ‌ [الشعراء 21] و قال عن نبيّنا (صلّى اللّه عليه و سلّم): وَ إِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا [الأنفال 30] الآية فكنّى عن خروجه و هجرته بأحسن العبارات و لم يذكره بالفرار الذي فيه نوع من الغضاضة.

الثالثة و التسعون.

و بأنّه تعالى قرن اسمه (صلّى اللّه عليه و سلّم) باسمه في كتابه في ثمانية مواضع:

أوّلها: الطّاعة، قال اللّه تبارك و تعالى: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ‌ [النساء 80] و قال عز و جل: أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ‌ [آل عمران 32] و آمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ‌ [الحديد 7] فجمع بينهما بواو العطف المشركة، و لا يجوز جمع هذا الكلام في حقّ غيره (صلّى اللّه عليه و سلّم).

ففي سنن أبي داود عن حذيفة رضي اللّه عنه أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قال: «لا يقولنّ‌

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 308
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست