responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 291

قُرْآناً عَرَبِيًّا [يوسف 2] و قوله‌ وَ لَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقالُوا: لَوْ لا فُصِّلَتْ آياتُهُ، ءَ أَعْجَمِيٌّ وَ عَرَبِيٌ‌ [فصلت 44] و قد شدد الشافعي التنكير على القائل بذلك.

و قال أبو عبيدة: إنما أنزل القرآن بلسان عربيّ مبين، فمن زعم أنّ فيه غير العربية فقد أعظم القول، و من زعم أن كذا بالنّبطيّة فقد أكبر القول.

و قال ابن فارس: لو كان فيه من لغة غير العرب شي‌ء لتوهّم متوهّم أن العرب إنّما عجزت عن الإتيان بمثله، لأنّه أتى بلغات لا يعرفونها.

و قال ابن جرير: ما ورد عن ابن عباس و غيره في تفسير ألفاظ من القرآن بالفارسية أو (الحبشية) [1] أو النبطية أو نحو ذلك إنما اتفق فيها توارد اللّغات فتكلمت بها العرب و الفرس و الحبشة بلفظ واحد.

و قال آخرون: كل هذا الألفاظ عربية صرفة، و لكنّ لغة العرب متّسعة جدا، و لا يبعد أن يخفى على الأكابر الجلة و قد خفي على ابن عباس معنى «فاطر» و «فاتح».

و قال الشافعي في الرّسالة: لا يحيط باللّغة إلا نبيّ.

و ذهب آخرون إلى وقوع ذلك في القرآن، و قد بسط الكلام على ذلك الشيخ في الإتقان [2].


[1] سقط في ج.

[2] و ذهب آخرون إلى وقوعه فيه، و أجابوا عن قوله تعالى: قُرْآناً عَرَبِيًّا [يوسف 2] بأن الكلمات اليسيرة بغير العربية لا تخرجه عن كونه عربيّا، و القصيدة الفارسية لا تخرج عنها بلفظة فيها عربية، و عن قوله تعالى: ءَ أَعْجَمِيٌّ وَ عَرَبِيٌ‌ [فصلت 44] بأن المعنى من السياق: «أ كلام أعجميّ و مخاطب عربيّ!». و استدلوا باتفاق النحاة على أن منع صرف نحو «إبراهيم» للعلميّة و العجمة، و ردّ هذا الاستدلال بأن الأعلام ليست محل خلاف، فالكلام في غيرها موجّه بأنّه إذا اتفق على وقوع الأعلام فلا مانع من وقوع الأجناس، و أقوى ما رأيته للوقوع- و هو اختياري- ما أخرجه ابن جرير بسند صحيح عن أبي ميسرة التابعيّ الجليل قال: في القرآن من كل لسان.

و روي مثله عن سعيد بن جبير و وهب بن منبّه.

فهذه إشارة إلى أن حكمة وقوع هذه الألفاظ في القرآن أنه حوى علوم الأوّلين و الآخرين، و نبأ كل شي‌ء، فلا بد أن تقع فيه الإشارة إلى أنواع اللغات و الألسن ليتم إحاطته بكل شي‌ء، فاختير له من كل لغة أعذبها و أخفها و أكثرها استعمالا للعرب.

ثم رأيت ابن النقيب صرح بذلك، فقال: من خصائص القرآن على سائر كتب اللّه تعالى المنزلة أنها نزلت بلغة القوم الذين أنزلت عليهم، و لم ينزل فيها شي‌ء بلغة غيرهم، و القرآن احتوى على جميع لغات العرب، و أنزل فيه بلغات غيرهم من الروم و الفرس و الحبشة شي‌ء كثير. انتهى.

و أيضا النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) مرسل إلى كل أمة، و قد قال تعالى: وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ‌ [إبراهيم 4]، فلا بد و أن يكون في الكتاب المبعوث به من لسان كل قوم، و إن كان أصله بلغة قومه هو.

و قد رأيت الخويي ذكر لوقوع المعرب في القرآن فائدة أخرى، فقال: إن قيل أن «إستبرق» ليس بعربيّ و غير العربي من الألفاظ دون العربيّ في الفصاحة و البلاغة، فنقول: لو اجتمع فصحاء العالم و أرادوا أن يتركوا هذه اللفظة و يأتوا بلفظ يقوم مقامها في الفصاحة لعجزوا عن ذلك، و ذلك لأن اللّه تعالى إذ حثّ عباده على الطاعة، فإن لم يرغبهم بالوعد

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 291
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست