responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 232

أتاني، فقال: انطلق، فسلك بي في منهج عظيم، فبينما أنا أمشي إذ عرض لي طريق عن شمالي فأردت أن أسلكها، فقال: إنك لست من أهلها ثم عرضت لي طريق عن يميني، فسلكتها حتى انتهيت إلى جبل زلق، فأخذ بيدي فزجل بي حتى أخذت بالعروة فقال لي:

استمسك بالعروة فقصصتها على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فقال: «رأيت خيرا، أما المنهج العظيم فالحشر، و أما الطريق التي عرضت عن شمالك فطريق أهل النّار، و أما الطريق التي عرضت عن يمينك فطريق أهل الجنة، و أمّا الجبل الزلق فمنزل الشّهداء، و أما العروة الوثقى التي استمسكت بها فالإسلام فاستمسك بها حتى تموت».

الباب الثالث فيما رآه ابن زميل الجهني رضي اللّه تعالى عنه‌

روى الطبراني و البيهقي عن ابن زميل الجهنّي رضي اللّه عنه قال: رأيت رؤيا فقصصتها على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فقلت: رأيت جميع الناس على طريق رحب سهل لأحب، و الناس على الجادّة منطلقون، فبينما هم كذلك، إذ أشفى ذلك الطريق على مرج لم تر عيناي مثله، يرف رفيفا، و يقطر نداه فيه من أنواع الكلاء، فكأني بالرعلة الأولى، حين أشفوا على المرج كبّروا ثم أكبّوا رواحلهم في الطريق فلم يظلموه يمينا و لا شمالا، فكأني أنظر إليهم منطلقين ثم جاءت الرعلة الثانية و هم أكثر منهم أضعافا، فلما أشفوا على المرج كبّروا ثم أكبّوا رواحلهم في الطريق، فمنهم المرتع، و منهم الآخذ الضغث، و مضوا على ذلك، ثم قدم عظم الناس، فلما قدموا على المرج كبّروا، و قالوا: هذا خير المنزل، فكأني أنظر إليهم يميلون يمينا و شمالا، فلما رأيت ذلك لزمت الطريق حتى آتي أقصى المرج، فإذا أنا بك يا رسول اللّه على منبر فيه سبع درجات، و أنت في أعلاها درجة فإذا عن يمينك رجل آدم شثن أقنى، إذا هو تكلم يسمو فيفرع الرّجال طولا، و إذا عن يسارك رجل سمار ربعة أحمر كثير خيلان الوجه، كأنما حمم شعره بالماء، إذا هو تكلّم أصغيتم له إكراما له، و إذا أمامكم شيخ أشبه الناس بك خلقا و وجها كلّهم يؤمونه يريدونه، و إذا أمام ذلك ناقة عجفاء شارف، و إذا أنت يا رسول اللّه كأنك تبعثها، فانتقع لون رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) ساعة ثم سرّي عنه، فقال: «أما ما رأيت من الطريق السّهل الرّحب، فذلك ما حملتكم عليه من الهدى، فأنتم عليه، و أما المرج الذي رأيت فالدنيا و غضارة عيشها، مضيت و أنا و أصحابي لم نتعلق بها، ثم جاءت الرعلة الثانية بعد و هم أكثر منا، فمنهم المرتع، و منهم الآخذ الضّغث و نجوا على ذلك، ثم جاء عظم الناس فمالوا في المرج يمينا و شمالا، و أما أنت فمضيت على طريق صالحة، فلن تزال عليها حتى تلقاني، و أما المنبر الذي رأيت سبع‌

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 232
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست