الباب الحادي و الخمسون في إخباره (صلّى اللّه عليه و سلّم) الأنصار بأنهم سيلقون بعده أثرة
روى الإمام أحمد و الشيخان و البيهقي و الترمذي و النسائي عن أسيد بن حضير و الإمام أحمد في المسند و الترمذي عن أنس رضي اللّه عنه أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قال للأنصار حين أفاء اللّه عليه أموال هوازن: «إنّكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض».
و روى الإمام أحمد و الشيخان عن ابن مسعود رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): «ستكون بعدي أثرة و أمور تنكرونها»، قالوا: يا رسول اللّه، ما تأمرنا؟ قال: «تؤدّون الحق الذي عليكم، و تسألون اللّه الذي لكم».
و روى الحاكم و أبو نعيم عن أنس رضي اللّه عنه أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قال للأنصار:
«ستلقون بعدي أثرة في القسم، و الأمر، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض».
و روى الحاكم عن مقسم أنّ أبا أيّوب أتى معاوية فذكر حاجة له فجفاه و لم يرفع به رأسا، فقال أبو أيوب: أما إن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قد خبّرنا أنه ستصيبنا بعده أثرة قال: فبم أمركم؟
قال: أمرنا أن نصبر حتى نرد عليه الحوض، قال: فاصبروا إذا، فغضب أبو أيّوب، و حلف أن لا يكلّمه أبدا.
تنبيه: في بيان غريب ما سبق:
أثرة: بفتح الهمزة و المثلثة أي تفضّلا لغيركم عليكم.
الباب الثاني و الخمسون في إشارته (صلّى اللّه عليه و سلّم) إلى دولة عمر بن عبد العزيز (رحمه اللّه تعالى)
روى البيهقي عن نافع رضي اللّه عنه قال: بلغنا أن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه قال:
في ولدي رجل بوجهه شين يلي فيملأ الأرض عدلا، قال نافع: لا أحسبه إلا عمر بن عبد العزيز.
و روى البيهقي عن نافع رضي اللّه عنه قال: كان ابن عمر يقول كثيرا: ليت شعري، من هذا الذي من ولد عمر في وجهه علامة يملأ الأرض عدلا.
و روى البيهقي عن عبد اللّه بن دينار رضي اللّه عنه قال: قال ابن عمر رضي اللّه عنه:
يزعم الناس أن الدّنيا لن تنقضي حتى يلي رجل من آل عمر، يعمل بمثل عمر، فكانوا يرونه