responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 531

و روى الطبراني و ابن عساكر عن ابن عمر- رضي اللّه تعالى عنهما-: قال: المشكاة:

جوف النبي (صلّى اللّه عليه و سلم). و الزجاجة: قلبه. و المصباح: النور الذي في قلبه‌ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ الشجرة: إبراهيم‌ «زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ» لا يهودية و لا نصرانية. ثم قرأ: ما كانَ إِبْراهِيمُ يَهُودِيًّا وَ لا نَصْرانِيًّا وَ لكِنْ كانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَ ما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ‌.

رواه ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيّان. و قال عبد اللّه بن رواحة- رضي اللّه تعالى عنه-:

لو لم تكن فيه آيات مبيّنة* * * لكان منظره ينبيك بالخبر

قال القاضي: و سمّي بالنور لوضوح أمره و بيان نبوّته و تنوير قلوب المؤمنين و العارفين بما جاء به.

و هو من أسمائه تعالى و معناه ذو النور أي خالقه، و منوّر السموات و الأرض بالأنوار و منوّر قلوب المؤمنين بالهداية. و النور في الأصل: كيفية قائمة بالنفس لمقابلة المضي‌ء لذاته. و فسّره الجوهري بالضياء و هو أشدّ منه. و قال: هو الضوء المنتشر الذي يعين على الإبصار. و هو ضربان: مدرك بعين البصيرة و هو ما انتشر من النور الإلهي كنور العقل و القرآن و النبي (صلّى اللّه عليه و سلم).

و مدرك بعين البصر و هو ما كان منتشرا من الأجسام كالقمر و الشمس و نحوهما. و قد ذكر الفرق بينه و بين الضوء فيما مرّ. و أما الفرق بينهما و بين الشعاع و البريق فهو كما في شرح المواقف أنهما شي‌ء يتلألأ على الأجسام المستنيرة حتى كأنه يفيض منها و يكاد يستر لونها بخلاف الضوء و النور فإن الأول كيفية قائمة بالجسم لذاته و الثاني كيفية قائمة به لغيره كما مر. ثم هذا التلألؤ و اللّمعان إن كان ذاتيّا للجسم كالحاصل للشمس فهو الشعاع أو غير ذاتي للجسم بل مستفادا من غيره كالحاصل للمرآة عند محاذاتها للشمس بالبريق، فعلم من ذلك أن الشعاع كالضوء ذاتي للجسم، و أن البريق كالنور ليس ذاتا بل مستفاد من غيره.

فإن قيل: فإن كان الضياء أشدّ من النور فلم شبه اللّه تعالى به في قوله تبارك و تعالى:

اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ‌ و لم يشبهه بالضياء؟.

فالجواب: أنه لو شبهه به لم يضل أحد من العقلاء، و قد سبق في علمه تعالى أن منهم:

شقيّ و سعيد ألا ترى أن النهار لا يضل فيه أحد لضوء الشمس الحاصل به، و ربما ضل الطريق السائر ليلا مع وجود القمر و من هنا تؤخذ حكمة تسميته (صلّى اللّه عليه و سلم) بالنور دون الضّوء، و إنما مثّله بنور المصباح و لم يمثّله بنور الشمس مع أن نورها أتمّ و أكمل و غير محتاج إلى مدد بخلاف نور المصباح لأن المقصود كما قال الإمام الرازي: تمثيل النور في القلب. و القلب في الصدر و الصدر في البدن كالمصباح و هو الضوء في الفتيلة و هي في الزجاجة، و الزجاجة في الكوّة

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 531
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست