وداع دعا يا من يجيب إلى النّدا* * * فلم يستجبه عند ذاك مجيب
و منه: يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ أي فتجيبون و يجوز أن يكون المستجيب بمعنى مستجاب، فعيل بمعنى مفعول، و سمّي بذلك لأنه تجب علينا طاعته و يلزمنا إجابته إذا دعانا و لو في صلاتنا، و لا تبطل بإجابته كما سيأتي بيان ذلك في الخصائص.
«المستعيذ»:
«ط» اسم فاعل من العوذ و هو الالتجاء إلى اللّه تعالى و الاستجارة به و الانحياز إليه و الاستعانة به، قال تعالى: فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ وَ إِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ و استعاذته (صلّى اللّه عليه و سلم) عند القراءة و في كل وقت من الشيطان و همزه و نفثه و من شرّ ما خلق و عند نزوله المنازل في السفر معلوم جاءت به الأحاديث الصحيحة و ذكر بعضهم أن الاستعاذة كانت واجبة عليه (صلّى اللّه عليه و سلم) وحده ثم تأسّينا به.
«المستغفر من غير مأثم»:
قال تعالى: فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَ اسْتَغْفِرْهُ
روى ابن السّنيّ عن ابن عمر رضي اللّه تعالى عنهما قال: كنا نعدّ لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) في المجلس الواحد مائة مرة يقولها قبل أن يقول شيئا «ربّ اغفر لي و تب عليّ إِنك أَنت التوابُ الرحيم»
و لهذا مزيد بيان في باب استغفاره.
«المستغني»:
«خا» تقدم في الغنيّ.
«المستقيم»:
اسم فاعل من الاستقامة و ستأتي و أصله مستقوم نقلت حركة الواو إلى ما قبلها ثم قلبت ياء، و هو الذي لا عوج فيه ينقصه، أو السالك الطريق المستقيم و هي طريق الحق فلا يحول عنها، و قد مرّ عن الحسن و أبي العالية أن الصراط المستقيم في قوله تعالى:
اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ سيدنا محمد (صلّى اللّه عليه و سلم) قال تعالى: فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ أي استقم استقامة مثل الاستقامة التي أمرت بها على جادّة الحق غير عادل عنها، أي دوام على ذلك. قال الأستاذ أبو القاسم القشيري (رحمه اللّه تعالى): الاستقامة درجة بها كمال الأمور و تمامها. و ببلوغها حصول الخيرات و نظامها، و أول مدارجها: التقويم و هو تأديب النفس، ثم الاستقامة و هي تقرّب الأسرار.
و قيل: الاستقامة الخروج من المعهودات و مفارقة الرسوم و العادات و القيام بين يدي الحق على قدم الصّدق.
«المسدّد»:
أخذه «ط» من قوله تعالى لشعيا (صلّى اللّه عليه و سلم) فيما رواه ابن أبي حاتم عن وهب:
أسدّده لكل جميل.
«المسرى به»:
بضم الميم و سكون السين المهملة اسم مفعول من الإسراء كما سيأتي بيان ذلك في بابه.