responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 417

كمحمد في المعنى، إلا أن الفرق بينهم أن محمدا هو المحمود حمدا بعد حمد، فهو دال على كثرة حمد الحامدين له، و ذلك يستلزم كثرة الخصال التي يحمد عليها و أحمد هو الذي يحمد أفضل ما يحمده غيره. فمحمد في الكثرة و الكمية و أحمد في الصّفة و في الكيفية يستحق من الحمد أكثر مما يستحقه غيره فحمده أكثر حمد و أفضل حمد حمده بشر، و الاسمان واقعان على المفعول، و هذا أبلغ في مدحه (صلّى اللّه عليه و سلم) و أكمل معنى. قال: و هو الراجح المختار و لو أريد به معنى الفاعل لسمّي الحمّاد أي كثير الحمد، فإنه (صلّى اللّه عليه و سلم) كان أكثر الناس حمدا لربه، فلو كان اسمه أحمد باعتبار حمده لربه لكان الأولى به الحمّاد كما سمّيت أمته (صلّى اللّه عليه و سلم) بذلك. و أيضا فإن هذين الاسمين إنما اشتقّا من أخلاقه و خصاله (صلّى اللّه عليه و سلم) التي لأجلها استحق أن يسمّى محمدا و أحمد. و بسط الكلام على ذلك و تحقيق هذا المحل يطول به الكلام فليطلب من كتب النحو المطولة.

قال ابن القيم (رحمه اللّه تعالى): سمّي النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) بمحمد و أحمد لما اشتمل عليه من مسمّاهما و هو الحمد، فإنه (صلّى اللّه عليه و سلم) محمود عند اللّه و محمود عند الملائكة و محمود عند الأنبياء، و محمود عند أهل الأرض كلهم و إن كفر به بعضهم فإن ما فيه من صفات الكمال محمودة عند كل عاقل، و إن كابر عقله جحودا و عنادا [أو جهلا باتصافه بها] و لو علم اتصافه بها لحمده، فإنه يحمد من اتصف بصفات الكمال و يجهل وجودها فيه، فهو في الحقيقة حامد له.

و قال القاضي و السّهيلي و ابن القيّم (رحمهم اللّه تعالى): و اختصّ (صلّى اللّه عليه و سلم) من مسمّى الحمد بما لم يجمع لغيره، فإن اسمه (صلّى اللّه عليه و سلم): أحمد و محمد، و أمته الحمّادون يحمدون اللّه تعالى على السّرّاء و الضرّاء، و صلاته و صلاتهم مفتتحة بالحمد. و خطبه مفتتحة بالحمد، و كتابه مفتتح بالحمد، و شرع له الحمد بعد الأكل و الشرب، و بعد الدعاء. و بعد القدوم من السفر، و بيده (صلّى اللّه عليه و سلم) لواء الحمد يوم القيامة، و لما يسجد بين يدي ربه عز و جل للشفاعة و يؤذن له فيها يحمد ربه بمحامد يفتحها عليه حينئذ، و هو صاحب المقام المحمود الذي يغبطه فيه الأوّلون و الآخرون، و إذا قام في ذلك المقام حمده حينئذ أهل الموقف كلهم مسلمهم و كافرهم أولهم و آخرهم إلى غير ذلك.

تنبيه:

قال القاضي (رحمه اللّه تعالى): كان (صلّى اللّه عليه و سلم) أحمد قبل أن يكون محمدا كما وقع في الوجود، لأن تسميته (صلّى اللّه عليه و سلم) أحمد وقعت في الكتب السالفة، و تسميته محمدا وقعت في القرآن، و ذلك أنه (صلّى اللّه عليه و سلم) حمد ربه قبل أن يحمده الناس. و قال السّهيلي: لم يكن (صلّى اللّه عليه و سلم) محمدا حتى كان أحمد، حمد ربه فنبّأه و شرّفه، فلذلك تقدّم اسم أحمد على الاسم الذي هو محمد، فذكره عيسى (صلّى اللّه عليهما و سلّم) فقال: «اسمه أحمد» و ذكره موسى (صلّى اللّه عليه و سلم) حين قال له ربه:

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 417
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست