بدا مجده من قبل نشأة آدم* * * و أسماؤه في العرش من قبل تكتب
تنبيهات
الأول: لم يصح في فضل التسمية به حديث، بل قال الحافظ أبو العباس تقي الدين بن تيمة الحرّاني (رحمه اللّه تعالى): كلّ ما ورد فيه فهو موضوع، و لابن بكير جزء معروف في ذلك كل أحاديثه تالفة.
قال الحافظ: و أصحّها ما
رواه ابن بكير عن أبي أمامة رضي اللّه تعالى عنه مرفوعا: «من ولد له مولود فسمّاه محمدا حبّا لي و تبرّكا باسمي كان هو و مولوده في الجنة» [1].
قال: و إسناده لا بأس به و حسّنه في موضع آخر.
قلت: و ليس كذلك فإن في سنده أبا الحسن حامد بن حمّاد بن المبارك بن عبد اللّه العسكري، شيخ ابن بكير، قال الذهبي في الميزان و الحافظ في اللسان: خبره هذا موضوع و هو آفته انتهى و شيخه هذا إسحاق بن سيّار مجهول.
و الوارد في ذلك
حديث عبد اللّه بن أبي رافع عن أبيه رضي اللّه تعالى عنه قال: سمعت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) يقول: «إذا سميتموه محمدا فلا تضربوه و لا تحرموه» رواه البزار من طريق أبي غسّان بن عبد اللّه و فيه ضعف. و بقية رجاله ثقات
و حديث أنس مرفوعا: «تسمّونهم محمدا ثم تسبّونهم» [3].
رواه أبو داود و الطّيالسيّ من طريق الحكم بن عطية. قال البزّار: لا بأس به و قال الحافظ في التقريب: صدوق له أوهام.
و حديث جابر بن عبد اللّه مرفوعا: «ما أطعم الطعام على مائدة و لا جلس عليها و فيها اسمي إلا قدّسوا كلّ يوم مرتين» [4].
رواه ابن عدي من طريق أحمد بن كنانة الشامي
و قال: منكر الحديث. و قال الذهبي في الميزان و أقره الحافظ في اللسان إنه حديث مكذوب.
قال الشيخ (رحمه اللّه تعالى): و قد وجدت للحديث طريقا آخر ليس فيه أحمد بن كنانة
[1] ذكره العجلوني في كشف الخفا 2/ 393 و عزاه لابن عساكر قال السيوطي في مختصر الموضوعات: هذا أمثل حديث ورد في هذا الباب و إسناده حسن و أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات 1/ 157، و السيوطي في اللآلئ المصنوعة 1/ 55، و الفتني في تذكرة الموضوعات ص 89.
[2] ذكره العجلوني في كشف الخفا 1/ 94 و عزاه للبزار عن أبي رافع و الخطيب عن علي بلفظ «إذا سميتم الولد محمدا فأكرموه و أوسعوا له في المجلس و لا تقبحوا له وجها».
[3] ذكره الهيثمي في المجمع 8/ 51 و عزاه لأبي يعلى و البزار و قال: فيه الحكم بن عطية وثقه ابن معين و ضعفه غيره و بقية رجاله رجال الصحيح.
[4] أخرجه ابن عدي في الكامل 1/ 172 و ابن حجر في لسان الميزان 1/ 775 و السيوطي في اللآلئ 1/ 52.