responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 383

ثم ذكر الحافظ مغلطاي حديث الرضاع ثم قال: فإن قيل: ما وجه الاستدلال من هذين الحديثين؟ قلنا: من وجوه: الأول: دفع شبهة من زعم أن القادمة في حنين أخته (صلّى اللّه عليه و سلم) لأنه يستبعد أن تكون عمّرت إلى ذلك الحين تخرّصا من غير يقين، لأن رواية هذين الصحابيين عنها مشافهة مع صغرهما يقرّب ذلك الاستبعاد.

قلت: قال الحافظ بعد أن أورد عدة آثار في مجي‌ء أمه (صلّى اللّه عليه و سلم) من الرضاعة إليه ثم قال:

ففي تعدد الطرق ما يقتضي أن لها أصلا أصيلا، و في اتفاق الطرق على أنها أمّه ردّ على من زعم أن التي قدمت عليه أخته، و زاعم ذلك هو الحافظ الدمياطي (رحمه اللّه تعالى) و اللّه تعالى أعلم.

و قد ذكرها في الصحابة جماعة. قال أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة في تاريخه: ذكر ما انتهى إلينا من سند النساء اللاتي رويّن عن النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) ثم قال: باب الحاء: حليمة بنت أبي ذؤيب و قال الحافظ أبو محمد المنذريّ في مختصر سنن أبي داود: حليمة أمّه (صلّى اللّه عليه و سلم) أسلمت و جاءت إليه و روت عنه (عليه الصلاة و السلام).

قال الحافظ أبو الفرج بن الجوزيّ (رحمه اللّه تعالى) في الحدائق: قدمت حليمة ابنة الحارث على النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) بعد ما تزوّج خديجة فشكت إليه جدب البلاد فكلّم خديجة فأعطتها أربعين شاة و بعيرا، ثم قدمت عليه بعد النبوّة فأسلمت و بايعت و أسلم زوجها الحارث.

و قال القاضي أبو الفضل عياض (رحمه اللّه تعالى): لما وردت حليمة السعدية على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فبسط لها رداءه و قضى حاجتها فلما توفي قدمت على أبي بكر فصنع لها مثل ذلك.

قلت: هذا كلام القاضي في الشّفاء و روى ابن سعد عن عمر بن سعد مرسلا قال:

جاءت ظئر النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) فبسط لها رداءه و قضى حاجتها ثم جاءت أبا بكر ففعل ذلك، ثم جاءت عمر ففعل ذلك و اللّه تعالى أعلم.

الوجه الثاني: أن لفظ الأمّ لا ينطلق عرفا و لغة إلّا على الأم الحقيقية، و لم نر من يسمي الأخت أمّا، على أنه قد جاء ما يدفع هذا لو قيل به.

و روى أبو داود بسند صحيح عن عمرو بن السائب (رحمه اللّه تعالى) أنه بلغه أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) كان جالسا يوما فأقبل أبوه من الرضاعة فوضع له بعض ثوبه فقعد عليه، ثم أقبلت أمّه فوضع لها شقّ ثوبه من جانبه الآخر فجلست إليه، ثم أقبل أخوه من الرضاعة فقام رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و أجلسه بين يديه.

و ذكر أبو عمر عن زيد بن أسلم (رحمه اللّه تعالى) عن عطاء بن يسار قال: جاءت حليمة

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 383
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست