responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 373

المغنّي شابّا نظيف الصورة حسن الصوت و الكسوة و الهيئة، فينشد التغزّل و يتكسّر في صوته و حركاته، فيفتن بعض من معه من الرجال و النساء، فتقع الفتنة في الفريقين و يثور من الفساد ما لا يحصى.

و قد يؤول ذلك في الغالب إلى إفساد حال الزوج و حال الزوجة و يحصل الفراق و النكد العاجل و يتشتّت أمرهم بعد جمعهم و هذه المفاسد مركّبة على فعل المولد إذا عمل بالسماع.

فإن خلا منه و عمل طعاما فقط و نوى به المولد و دعا إليه الإخوان و سلم من كل ما تقدّم ذكره فهو بدعة بنفس نيته فقط لأن ذلك زيادة في الدين، و ليس من عمل السلف الماضين، و اتباع السلف أولى و لم ينقل عن أحد منهم أنه نوى المولد و نحن تبع فيسعنا ما يسعهم. انتهى.

و حاصل ما ذكره: أنه لم يذمّ المولد بل ذمّ ما يحتوي عليه من المحرّمات و المنكرات، و أول كلامه صريح في أنه ينبغي أن يخصّ هذا الشهر بزيادة فعل البرّ و كثرة الخيرات و الصدقات و غير ذلك من وجوه القربات، و هذا هو عمل المولد الذي استحسنّاه، فإنه ليس فيه شي‌ء سوى قراءة القرآن و إطعام الطعام و ذلك خير و برّ و قربة.

و أما قوله آخرا: إنه بدعة: فإما أن يكون مناقضا لما تقدّم، أو أنه يحمل على أنه بدعة حسنة، كما تقدم تقريره في صدر الباب، أو يحمل على أن فعل ذلك خير و البدعة منه نيّة المولد كما أشار إليه بقوله: «فهو بدعة بنفس نيته فقط، و لم ينقل عن أحد منهم أنه نوى المولد» فظاهر هذا الكلام أنه كره أن ينوي به المولد فقط و لم يكره عمل الطعام و دعاء الإخوان إليه. و هذا إذا حقّق النظر يجتمع مع أول كلامه لأنه حثّ فيه على زيادة فعل البر و ما ذكر معه على وجه الشكر للّه تعالى إذ أوجد في هذا الشهر الشريف سيد المرسلين (صلّى اللّه عليه و سلم) و هذا هو معنى نية المولد. فكيف يذم هذا القدر مع الحث عليه أولا؟!.

و أما مجرد فعل البرّ و ما ذكر معه من غير نية أصلا فإنه لا يكاد يتصوّر، و لو تصوّر لم يكن عبادة و لا ثواب فيه، إذ لا يعمل إلا بنية، و لا نية هنا إلا الشكر للّه تعالى على ولادة هذا النبي الكريم (صلّى اللّه عليه و سلم) في هذا الشهر الشريف، و هذا معنى نية المولد فهي نية مستحسنة بلا شك.

فتأمّل.

ثم قال ابن الحاج: و منهم من يفعل المولد لا لمجرد التعظيم، و لكن له فضة عند الناس متفرقة كان قد أعطاها في بعض الأفراح أو المواسم و يريد أن يستردّها و يستحي أن يطلبها بذلك، فيعمل المولد حتى يكون سببا لأخذ ما اجتمع له عند الناس و هذا فيه وجوه من المفاسد: أنه يتصف بصفة النفاق، و هو أن يظهر خلاف ما يبطن، و ظاهر حاله أنه عمل المولد يبتغي به الدار الآخرة، و باطنه أنه يجمع فيه فضة. و منهم من يعمل المولد لأجل جمع الدراهم‌

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 373
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست