responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 363

كان من كرباس غليظ لا يساوي خمسة دراهم. قالت: فعاتبته في ذلك فقال: ألبس ثوبا بخمسة دراهم و أتصدّق بالباقي خير من أن ألبس ثوبا مثمنا و أدع الفقير و المسكين.

و قد أثنى عليه الأئمة، منهم الحافظ أبو شامة شيخ النّووي في كتابه «الباعث على إنكار البدع و الحوادث» و قال: مثل هذا الحسن يندب إليه و يشكر فاعله و يثنى عليه.

قال ابن الجوزيّ: لو لم يكن في ذلك إلا إرغام الشيطان و إدعام أهل الإيمان.

و قال العلامة ابن ظفر- (رحمه اللّه تعالى)-: بل في الدرّ المنتظم: و قد عمل المحبون للنبي (صلّى اللّه عليه و سلم) فرحا بمولده الولائم-، فمن ذلك ما عمله بالقاهرة المعزّية من الولائم الكبار الشيخ أبو الحسن المعروف بابن قفل (قدس اللّه تعالى سره)، شيخ شيخنا أبي عبد اللّه محمد بن النعمان، و عمل ذلك قبل جمال الدين العجمي الهمذاني و ممن عمل ذلك على قدر وسعه يوسف الحجّار بمصر و قد رأى النبيّ (صلّى اللّه عليه و سلم) و هو يحرّض يوسف المذكور على عمل ذلك.

قال: و سمعت يوسف بن علي بن زريق الشامي الأصل المصري المولد الحجّار بمصر في منزله بها حيث يعمل مولد النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) يقول: رأيت النبيّ (صلّى اللّه عليه و سلم) في المنام منذ عشرين سنة و كان لي أخ في اللّه تعالى يقال له الشيخ أبو بكر الحجّار فرأيت كأنني و أبا بكر هذا بين يدي النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) جالسين، فأمسك أبو بكر لحية نفسه و فرقها نصفين و ذكر للنبي (صلّى اللّه عليه و سلم) كلاما لم أفهمه فقال النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) مجيبا له: لو لا هذا لكانت هذه في النار. و دار إليّ و قال: لأضربنك.

و كان بيده قضيب فقلت: لأي شي‌ء يا رسول اللّه؟ فقال: حتى لا تبطل المولد و لا السّنن. قال يوسف: فعملته منذ عشرين سنة إلى الآن. قال: و سمعت يوسف المذكور يقول: سمعت أخي أبا بكر الحجّار يقول: سمعت منصورا النشّار يقول: رأيت النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) في المنام يقول لي: قل له لا يبطله. يعني المولد ما عليك ممن أكل و ممن لم يأكل. قال: و سمعت شيخنا أبا عبد اللّه بن أبي محمد النّعمان يقول: سمعت الشيخ أبا موسى الزّرهونيّ يقول: رأيت النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) في النوم فذكرت له ما يقوله الفقهاء في عمل الولائم في المولد فقال (صلّى اللّه عليه و سلم): «من فرح بنا فرحنا به».

و قال الشيخ الإمام العلّامة نصير الدين المبارك الشهير بابن الطبّاخ في فتوى بخطه: إذا أنفق المنفق تلك الليلة و جمع جمعا أطعمهم ما يجوز إطعامه و أسمعهم ما يجوز سماعه و دفع للمسمع المشوّق للآخرة ملبوسا، كلّ ذلك سرورا بمولده (صلّى اللّه عليه و سلم) فجميع ذلك جائز و يثاب‌


[ (-)] أبوه و أهله من قرية دوين و هم بطن من الروادية، من قبيلة الهذانية، من الأكراد. نزلوا بتكريت، و ولد بها صلاح الدين، و توفى فيها جده شاذي. ثم ولي أبوه أيوب أعمالا في بغداد و الموصل و دمشق. و نشأ هو في دمشق، و تفقه و تأدب و روى الحديث بها و بمصر و الإسكندرية، و حدّث في القدس. و توفي سنة 589 ه. الأعلام 8/ 220، و وفيات الأعيان 2/ 376.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 363
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست