responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 353

الباب الحادي عشر في انبثاق دجلة و ارتجاس الإيوان و سقوط الشرفات و خمود النيران و غير ذلك مما يذكر

ذكر ابن جرير و غيره أن كسرى أبرويز كان قد سكر دجلة العوراء و أنفق عليها مالا عظيما، و كان طاق ملكه قد بناه بنيانا عظيما لما ير مثله، و كان عنده ثلاثمائة رجل من كاهن و ساحر و منجّم، و كان فيهم رجل من العرب اسمه السائب قد بعث به بأذان من اليمن، و كان كسرى إذا حزبه أمر جمعهم فقال: انظروا في هذا الأمر ما هو.

فلما ولد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) أصبح كسرى و قد انقصم طاق ملكه من غير ثقل و انخرقت دجلة العوراء فلما رأى ذلك أحزنه فدعا كهانه و سحّاره و منجميه و فيهم السائب فقال لهم: قد انقصم طاق ملكي من غير ثقل فانظروا في أمره بما تعلمونه من علمكم فأخذت عليهم أقطار السماء و أظلمت الأرض فلم يمض لهم ما رأوه و بات السائب في ليلة مظلمة على ربوة من الأرض ينظر فرأى برقا من قبل الحجاز قد استطار فبلغ المشرق، فلما أصبح رأى تحت قدميه روضة خضراء فقال فيما يعتاف: إن صدق ما أرى ليخرجنّ من الحجاز سلطان يبلغ المشرق و تخصب الأرض عليه كأفضل ما أخصبت على ملك.

فلما خلص الكهان و المنجمون بعضهم إلى بعض و رأوا ما أصابهم و رأى السائب ما رأى قال بعضهم لبعض: و اللّه ما حيل بينكم و بين علمكم إلا لأمر جاء من السماء و إنه لنبيّ يبعث أو هو مبعوث يسلب هذا الملك ملكه و يكسر و إن نعيتم إلى كسرى كسر ملكه ليقتلنكم فاتفقوا على أن يكتموه الأمر و قالوا له قد نظرنا فوجدنا وضع دجلة العوراء و طاق الملك قد وضع على النّحوس، فلما اختلف الليل و النهار فوقعت النحوس مواقعها زال كلّ ما وضع عليها، و نحن نحسب لك حسابا تضع عليه بنيانك فلا يزول.- فحسبوا فأمروه بالبناء فبنى دجلة العوراء في ثمانية أشهر و أنفق عليها أموالا جليلة حتى فرغ منها، فلما فرغ قال لهم:

أجلس على سورها؟ قالوا: نعم. فجلس في أساورته و مرازبته، فبينما هو كذلك انشقّت دجلة و خرج ذلك البنيان من تحته، فلم يخرج إلا بآخر رمق، فلما أخرجوه جمع كهانه و سحرته و منجميه و قتل منهم نحو مائة و قال لهم: أ قرّبتكم و أجريت عليكم الأموال ثمّ إنكم تخونونني؟

فقالوا: أيها الملك أخطأنا كما أخطأ من قبلنا. ثم حسبوا له و أمروه بالبناء فبناه و فرغ منه و أمروه بالجلوس عليه فخاف أن يجلس عليه فركب و سار على البناء فبينما هو يسير إذ انشقت أيضا،

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 353
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست