responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 345

و إن ينهض الأشراف عند سماعه‌* * * قياما صفوفا أو جثيّا على الرّكب‌

أما اللّه تعظيما له كتب اسمه‌* * * على عرشه يا رتبة سمت الرّتب‌

و اتفق أن منشدا أنشد هذه القصيدة في ختم درس شيخ الإسلام الحافظ تقي الدين السبكي. و القضاة و الأعيان بين يديه فلما وصل المنشد إلى قوله: «و إن ينهض الأشراف عند سماعه» إلى آخر البيت قام الشيخ للحال قائما على قدميه امتثالا لما ذكره الصّرصري، و حصل للناس ساعة طيّبة. ذكر ذلك ولده شيخ الإسلام أبو النصر عبد الوهاب في ترجمته من الطبقات الكبرى.

الثالث: اشتهر على بعض الألسنة عنه (صلّى اللّه عليه و سلم) أنه‌

قال: ولدت في زمن الملك العادل.

قال الحافظ إنه كذب باطل لا أصل له. و قال الشيخ الإمام بدر الدين الزركشي (رحمه اللّه تعالى) في اللآلئ: روى الحافظ السّمعاني عن أبي بكر الحيريّ (رحمه اللّه تعالى) قال حكى لي شيخ من الصالحين أنه رأى النبيّ (صلّى اللّه عليه و سلم) في المنام قال: فقلت له: يا رسول اللّه بلغني أنك قلت: ولدت في زمن الملك العادل و إني سألت الحاكم أبا عبد اللّه الحافظ عن هذا فقال: كذب لم يقله رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فقال النبي (صلّى اللّه عليه و سلم): صدق أبو عبد اللّه.

و قال الحليميّ (رحمه اللّه تعالى) في «الشّعب»: هذا الحديث لا يصح و إن صحّ فإطلاق العادل عليه لتعريفه بالاسم الذي كان يدعى به لا لوصفه بالعدل و الشهامة له بذلك، أو وصفه بذلك بناء على اعتقاد الفرس فيه أنه كان عادلا كما قال اللّه تعالى‌ فَما أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ‌ أي ما كان عندهم آلهة و لا يجوز أن يسمّي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) من يحكم بغير حكم اللّه عادلا.

و قال الشيخ (رحمه اللّه تعالى) في الدّرر: قال البيهقي في الشّعب: تكلم شيخنا أبو عبد اللّه يعني الحاكم، في بطلان ما يرويه بعض الجهلة عن نبينا (صلّى اللّه عليه و سلم): «ولدت في زمن الملك العادل»

يعني كسرى أنوشروان. ثم رأى بعض الصالحين في المنام رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فحكى له ما قال أبو عبد اللّه فصدّقه و قال ما قلته قط.

و قال صاحب المقاصد: و أما ما يحكى عن الشيخ أبي عمر بن قدامة المقدسيّ (رحمه اللّه تعالى) مما أورده ابن رجب في ترجمته من طبقاته أنه قال: جاء في الحديث‌

أن النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) قال: «ولدت في زمن الملك العادل كسرى»

فلا يصحّ لانقطاع سنده، و إن صح فلعل الناقل للحكاية لم يضبط لفظ الشيخ و إن ضبط الحكاية. و اللّه أعلم‌

[1].


[1] أخرجه البيهقي في الشعب 4/ 305 (5195) و قال الحليمي: و تكلم في بطلان ما يرويه بعض الجهال عن نبينا (صلّى اللّه عليه و سلم) ولدت في زمن الملك العادل يعني أنوشروان و كان شيخنا أبو عبد اللّه الحافظ قد تكلم أيضا في بطلان هذا الحديث ثم رأى بعض الصالحين رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) في المنام فحكى له ما قال أبو عبد اللّه فصدقه في تكذيب هذا الحديث و إبطاله و قال: ما قلته قط.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 345
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست